عندما سجنت جريدة “لومند” نفسها في “زنزانة” 7 أكتوبر
ماذا جرى للجريدة الرصينة والرزينة “الأولى” في فرنسا حتى سقطت هذا السقوط الأخلاقي والمهني المروع والصادم أيضا؟
طبعا أتحدث هنا عن جريدة “لوموند” التي تتوفر ربما على أكثر من 500 ألف منخرط..
“لوموند” هي أيضا جريدة النخب..
وجريدة الأنوار ضد الظلام..
وجريدة مؤثرة جدا..
وجريدة مسموعة الكلمة لدى صناع القرار..
وجريدة بقلب يساري الهوى والروح..
وجريدة أسست أصلا في سياق وطني وإقليمي ودولي بدعم من دوغول لترسيخ وتحصين قيم الجمهورية الخامسة..
وهي أيضا جريدة لها تاريخ ومعارك طويلة مع المغرب ومع ملك المغرب الراحل الحسن الثاني رحمه الله..
هكذا كانت ربما جريدة “لوموند” في سياق مضى..
لكنها اليوم هي ربما مجرد “torchon” لا أقل ولا أكثر..
وأقول هذا لأن هذه الجريدة توقف بها اليوم الزمن وسجنت نفسها وصحافييها في زنزانة “7 أكتوبر” ولم تعد تعرف كيف تتحرر منها..
جريدة “لوموند” بماضيها الصحفي المشرق لا تجد اليوم أي حرج ولا تشعر بأي وخزة من ضمير مهني في أن تصطف خلف قتتتلة الأطفال..
ولا تجد أي حرج في أن تصطف، علانية وبالوجه “المكشوف”، خلف دولة إرررهاااابية بوزراء يدعون إلى إلقاء قنبلة نووية على شعب أعزل هو في نهاية المطاف صاحب حق وصاحب أرض..
ولا تجد أي حرج في أن تصطف خلف حكومة يمينية متطرفة ومجنونة مصابة بداء الكلب..
بل إنها لا تجد أي حرج في أن تصطف خلف خلف مجرم حرب حقيقي مكانه الطبيعي هو أن يموت في السجن لكي يحيا الأطفال في أمن وأمان.