هكذا تحول “الاشتراكي الموحد” إلى “محارة فارغة”
حزب مثل الاشتراكي الموحد كان مفروضا أن يبعث برسائل إيجابية في أكثر من اتجاه من خلال محطاته الانتخابية..
وهذا هو المفروض لأن هذا الحزب كثيرا ما انتقد “استبداد” المخزن و”واستبداد” الأحزاب بكاملها..
لكن الذي حصل اليوم هو أن الحزب “انتخب” أمينا عاما جديدا هو في الحقيقة ليس سوى “ميدفيديف” صغير وشكلي مقيم في طنجة ولا أحد يعرفه لا من المناضلين في الحزب ولا من الصحافيين ولا من المواطنين..
فيما “بوتين” الحزب بنون النسوة و”زعيمته الخالدة” فهي تقيم بمحور الرباط الدار البيضاء لكي تدبر شؤونه لوحدها لا شريك لها..
وهذا ليس كلاما مطلوقا على عواهنه، ذلك أن زعيمة الاشتراكي الموحد قضت على رأس هذا الحزب أكثر من 12 سنة..
وقع هذا رغم أن القانون الأساسي والداخلي للحزب يحصر ولاية الأمين العام في ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة لا غير..
لكن الزعيمة الخالدة للحزب كانت تجدد لنفسها بنفسها بلا انتخابات وب”التمطيط” وربما ب”التحايل” على القانون وعلى المناضلين أيضا..
كما أنها، حفظها الله، ظلت تسكن بالمكتب السياسي للحزب منذ 2005 إذا لم تخني الذاكرة..
وهذه في حد ذاتها “إدانة أخلاقية” خاصة إذا ما أضفنا إلى كل هذا، تلك الكيفية “الريعية” التي دخلت بها زعيمة الحزب إلى مجلس النواب وفي آخر الترتيب للوائح الجهوية النسائية..
أكثر من هذا، فهذا الحزب الذي كان، ضمير فئات واسعة من المغاربة مع الساسي وبلافريج وأقصبي وحفيظ، هو ربما اليوم مجرد “محارة فارغة” لامرأة تريد ربما أن تموت وهي رئيسة حزب..
ذكر الله بخير السيد بلافريج لأنه في كل الأحوال فقد عرف معه المغاربة بعض الجدل الصحي حول قضايا كثيرة بما فيها ميزانية البلاط..
بل مع بلافريج أيضا، عرف المغاربة من هو الاشتراكي الموحد ومن هو اليسار وحتى من هو البرلماني المزور وغير المزور.