سوجار ل”آذار”: “أنا مع حماس وضد إسرائيل”
التقيت، مساء هذا اليوم الجميل، سارة سوجار:
ناشطة سابقة في “حركة 20 فبراير”..
ومناضلة..
وشابة..
وحقوقية ملتزمة..
بل وأيضا “عاشقة” للحياة وللحرية وللأناقة إلى حد “التصوف”..
ولا يمكن أن تلتقي سارة دون تتحدث إليك ب”جدية” لافتة عن قضية الساعة أو بالأحرى عن قضية الزمن كله..
والمقصود هنا قضية “ف.لس.طين” وقضية هذه الحرب “الوحشية” المعلنة على غز..ة.. وعلى أطفال غز..ة. ونسائها وشيوخها..
وهذا تحصيل حاصل خاصة عقب ضربة ال7 من أكتوبر الأخير التي خلخلت “العدو” وأفقدته توازنه وثقته في نفسه..
وتحكي سارة كيف أنها قضت ليلة “بيضاء” وهي تتابع، منذ أمس، هذا “العدوان” الذي لازال ينزل، إلى حد الآن، على شكل قنابل وقذائف وصواريخ، على شعب أعزل لا ذنب له سوى أنه صاحب حق..
لكن “معليش”، تقول سارة لأن “أحداث” ال7 من أكتوبر لم تكن، بالنسبة إليها، “أحداثا” مألوفة وعادية بقدر ما كانت “أحداثا” فاصلة بين مرحلتين:
مرحلة ما قبل ال7 من أكتوبر ومرحلة ما بعد ال7 من أكتوبر..
ثم إن هذه “الأحداث” أحيت القضية وأحيت النفوس الميتة..
وهي ليس “عملا إرها..بيا” كما يحاول البعض تصويرها لتخويف كل صوت مناهض للظلم وللاحتلال..
حصل هذا إلى درجة أن دولا عريقة في الديمقراطية لم تجد أي حرج في “تجريم” أشكال تضامنية بسيطة مع نساء وأطفال يموتون بالجملة تحت نيران القصف “الإسرائيلي.ئي.لي” أمام صمت العالم كله..
والواقع أن هذه “الأحداث” ليوم ال7 من أكتوبر هي دفاع مشروع عن النفس وعن الأرض وعن الحق وعن الكرامة..
كما أن هذه “الأحداث” هي أيضا امتداد لهذا التاريخ الطويل، من “المقاو..مة” ومن الكفاح، الذي بدأ منذ أربعينيات القرن الماضي ضد “كيان” يريد الحرب ولا يريد السلم..
صحيح أن الحرب لا تخلو من “تجاوزات” ومن “تكلفة” ومن “ضحايا” ومن آلام ممتدة في الزمن..
لكن متى كان الموت، من أجل الحياة ومن أجل الحق ومن أجل القضايا العادلة ومن أجل تحرير الأرض ومن أجل حماية العرض، هو “مجلبة” للعار؟..
هكذا هو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعيون سارة سوجار التي ذهبت أبعد من ذلك عندما سألتها أيضا هذا السؤال:
هل أفهم من كلامك يا سارة أنك مع فصائل “المقاو..مة” في “فل.سطي.ن”؟
“أنا لست مع المقاومة فقط.. أنا مع حركة “حما.س” أيضا”…
طبعا لا تقصد سارة هنا أنها تتبنى الأدبيات و”الإديولوجيا” المؤطرة للسلوك السياسي لهذه الحركة..
سارة تقصد تحديدا تلك “الروح القتا..لية” التي تدافع بها بها “حما.س” وغير “حما.س” عن الوطن ضد هذا الاحتلال الغاصب لكل شيء في أرض “فل.سط.ين”..
أكثر من هذا، القضية الفلسطينية، في نظر سارة، هي ليست قضية إنسانية فقط..
إنها أيضا قضية “احتلال” كان ولا يزال يمارس حرب إبادة حقيقية وتطهير عرقي في حق شعب هو صاحب أرض وصاحب حق لا أقل ولا أكثر..
و”لأن الأمر كذلك فأنا ضد الاحتلال وضد “إسرا.ئي.ل” وضد التطبيع بكل أشكاله السياسية والثقافية والإعلامية والتجارية وما جاورها..”..
هكذا تقول سارة قبل أن تضيف بلغة الواثقة والمؤمنة بغد مشرق مهما طال الظلام:
“ورأيي أن قضية الدفاع عن “فل.سطي.ن” وعن “غز..ة” وعن مختلف فصائل “المقا..ومة” هي رمز للتحرر..
وهي أيضا قضية كل أحرار العالم وقضية كل شعوب الأرض مهما كانت الديانات والمعتقدات والمذاهب والأفكار”..
إلى لقاء آخر مع ضيف آخر بإذن الله..