“الأبله” والبرلمانيون “الباسلين”
كدت أن “أعتذر” له عندما وصفته ب”الأبله” ذات يوم..
حصل هذا عندما كاد صاحبنا أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية حقيقية بيننا وبين إسبانيا في ظرفية حساسة جدا جدا..
نعم كدت أن “أعتذر” له خاصة عندما تلقيت بعض “العتاب الودي” من طرف أحد مساعديه..
لكن يبدو أن حدسي لم يخني ربما..
فها هي الأيام تؤكد لنا جميعا أننا كنا فعلا نحن “البلهاء”..
والسبب هو أننا منحنا رئاسة مؤسسة دستورية هي الرابعة في هرم مؤسسات الدولة إلى شخص “أبله” وزيادة..
المعني بالأمر، الذي كان مجرد بستاني صغير في الحدائق الخلفية لأصهاره، رفع، هذه المرة، سقف “الرعونة” عاليا ووصف برلمانيي الأمة ب”الباسلين”:
“هاذ النواب ديالك باسلين”.. “باسلين”.. بهذه الكلمات تحدث “الأبله”..
حصلت هذا “البلاهة” داخل المؤسسة التشريعية وفي جلسة دستورية بحضور رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والبرلمانيين والصحافة ومختلف أجهزة الدولة..
بل حصلت هذا “البلاهة” بعد مرور بضعة أيام فقط على افتتاح البرلمان من طرف ملك البلاد شخصيا..
ماذا أقول تعليقا على هذا “اللا معنى” أو قل هذا “التسفيه الجدي” للمؤسسات الدستورية الذي تجري وقائعه على شاشة التلفزيون الرسمي للدولة؟..
لا شيء سوى أن أذكر بما قاله ابن خلدون في المقدمة إذا ما تذكرت كلامه جيدا:
إذا كان من الضروري أن نولي بعض الناس شؤون العامة، فعلى الأقل ينبغي أن نحرص ألا يكونوا من سفلة القوم وسفهائهم.