الخبر من زاوية أخرى

حتى لا نسير بسير دعاة “التطبيع” مع إسرائيل

حتى لا نسير بسير دعاة “التطبيع” مع إسرائيل
مصطفى الفنمصطفى الفن

“كثيرون” من دعاة “التطبيع” عندنا لازالوا ربما لم يفهموا سر “اصطفاف” المغرب مع فلسطين ومع غزة ومع قضية هي في حكم القضايا الوطنية..

حصل هذا حتى وإن اصطف “العالم” كله وأمريكا والغرب مع إسرائيل ووراء ومع “القاتل” عقب أحداث ال7 من أكتوبر التي خلخلت المحتل وأفقدته توازنه..

والواقع أن المغرب ظل دائما وفيا لثوابته الدينية والوطنية والتاريخية تجاه فلسطين والفلسطينيين وتجاه القدس والمقدسيين..

وما يقع اليوم من حرب مفتوحة على المجهول ومن “انسداد” للأفق سبق لبلدنا أن حذر منها أكثر من مرة خاصة عقب تلك الاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى من طرف المحتل..

وأستحضر هنا بلاغا كان قد أصدره المغرب قبل أكثر من سنة عقب اقتحام “وحشي” و”بربري” لباحات المسجد الأقصى من طرف قوات الدولة العبرية..

ومن منا لا يتذكر تلك الأعمال الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في الأماكن المقدسة دون اعتبار لبلد يرأس لجنة القدس ودون اعتبار لمشاعر ملايين المسلمين والعرب ومعهم مشاعر غير المسلمين وغير العرب في العالم كله..

وأتذكر هنا أيضا أن المغرب أدان وقتها في ذلك البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية المغربية إسرائيل بلغة غاضبة وعبارات صارمة..

بل إن بلدنا تحدث، في ذلك البلاغ، عن “الاحتلال الإسرائيلي” قبل أن يسمى الأشياء بمسمياتها في فقرة اختصرت ربما كل شيء وصححت بعض “الإشاعات” التي كادت أن تتحول إلى “حقائق”:

“وبتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس فقد تم تبليغ هذا الشجب والتنديد مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط..”..

والرسالة هنا واضحة وضوح الشمس وهو أن الصعلوك ديفيد غوفرين، الذي كان يقدم نفسه ك”سفير فوق العادة”، هو ليس كذلك..

ديفيد غوفرين، حسب منطوق هذه الفقرة، هو مجرد رئيس “مكتب اتصال” لا أقل ولا أكثر وربما قد يرحل من الرباط في أي وقت..

وهذا وهو واقع الحال اليوم إذا ما صح هذا الذي يتردد في بعض الصالونات المغلقة..

وظني أن بلاغ الخارجية المغربية كان وقتها أيضا رسالة ضمنية حتى لأولئك المغاربة الذين يسيرون في قضية التطبيع بسيرهم عوض أن يسيروا بسير دولتهم ووطنهم..

أما ذهاب البعض منا الى إسرائيل من أجل التقاط صور وسلفيات مع وزير دفاع إسرائيلي أو جندي إسرائيلي قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين فهذا يكاد يكون أشبه ب”الخيانة” بالمعنى الأخلاقي الصرف.