“بيرواقرطية” الوزير مزور
كلما أنجز الوطن أعمالا معتبرة ورائعة إلا وخرج من يشوش عليها وربما من ينسفها من الأصل..
وهذا ما حصل بالضبط في حادث الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز وضرب معه الكثير من المناطق العزيزة في المغرب “المنسي”..
وفعلا ففي الوقت الذي أبان فيه المغاربة عن معدن نفيس في قيم التضامن والتكافل والتآزر والوقوف إلى جانب أخوانهم المتضررين من الزلزال..
وفي الوقت الذي بذل بلدنا، بكل مؤسساته الدستورية وغير الدستورية، مجهودات جبارة لتطويق تداعيات هذا الزلزال العنيف..
وفي الوقت الذي لازال بعض أهالينا المتضررين في الحوز وفي غير الحوز يقضون لياليهم في ظروف صعبة مع البرد ومع أحوال الطقس المتقلبة وبدون خيام وبدون كهرباء وبدون مرافق صحية..
نعم في الوقت الذي يقع كل هذا، تأبى وزارة التجارة والصناعة أو قل وزارة رياض مزور المحسوب “زورا” على حزب الاستقلال إلا أن تفعل العكس..
والذي حصل في تفاصيل هذه القضية أن الوزارة المعنية رفضت “الإفراج” عن مئات الخيام وعن مئات المولدات الكهربائية ومعها عشرات المراحيض والتي جاء بها مغاربة من أوربا وكندا وآسيا من أجل إيصالها إلى المناطق المتضررة بالحوز..
المثير أيضا أن مصالح الوزارة لم تقدم أي تبرير معقول لهذا السلوك “البيروقراطي” الذي يعود بالبلد، حتما، إلى الوراء..
الوزارة تكتفي فقط بالقول إنها تنتظر “التعليمات” لكي تفرج عن هذه المساعدات وعن هذه الخيام المصممة بجودة عالية تقي من البرد ومن الشمس أيضا..
لكن لا حياة لمن تنادي..
والنتيجة كما نرى لا كما نسمع:
إذ لازالت هذه المساعدات عالقة حاليا منذ أكثر من شهر بمطار محمد الخامس وبميناء الدار البيضاء دون أن تعرف الأسباب..
يحدث كل هذا في وقت تعيش دواوير كثيرة معاناة حقيقية في الظلام الدامس وربما في العراء أيضا..
في آخر اجتماع له مع برلمانيي الحزب الأسبوع الماضي، قال نزار بركة إن حزبه سيتصدر انتخابات 2026..
طبعا من حق نزار أن “يحلم” وأن يبالغ في “الحلم”..
ومن حقه أيضا أن “يحلم” برئاسة الحكومة.. لكن ليس بحزب يشتغل خارج الشرعية وخارج المشروعية وبوزراء “مزورين” وغير استقلاليين أو تم استوزارهم ضد إرادة الاستقلاليين وغير قادرين حتى أن يقوموا حتى بأبسط المهام المنوطة بهم..
بقي فقط أن أشير أن هذه الخيام العالقة والمهملة والمعرضة للإتلاف بالمطار والميناء بقرار “شفوي” من وزارة مزور يمكن تؤوي أكثر من أربعة آلاف متضرر من سكان الحوز..
أما المولدات الكهربائية فيمكنها أن تضيء ليالي وحياة أكثر من 120 دوارا من الدواوير المنكوبة.