هكذا أدار المغرب عجلة “التطبيع” مع الدولة العبرية
عندما “استأنف” المغرب علاقاته الديبولماسية مع إسرائيل قبل قرابة ثلاث سنوات فإنه حرص على أن يكون ذلك بالكثير من الحيطة ومن الحذر ومن التروي..
بل “راجت” حتى أخبار جاء فيها أن المغرب رفض استقبال مجرم حرب حقيقي مثل نتنياهو..
كما كان بإمكان بلدنا أن يفتتح هذه العلاقات بتبادل السفيرين مع الدولة العبرية غير أننا اخترنا أن نبدأ بمكاتب اتصال وبعدها لكل حادث حديث.
ماذا يعني هذا كله؟
هذا معناه أن المغرب اختار منذ البداية أن يسير بسرعة محددة في الزمان وفي المكان لنظل فاعلين في الأحداث عوض أن نكون رهائن وأسرى لها..
وهذا هو عين العقل والحكمة لأننا لسنا مجرد كاسحة ألغام..
ولأننا أيضا كنا نخشى أن تنفجر الأوضاع من حولنا في أي وقت.
وهذا ما حصل اليوم عقب أحداث ال7 من أكتوبر التي كان لها ما بعدها حتى لا أقول إن هذه الأحداث أعادت كل شيء إلى نقطة الصفر وربما دفنت التطبيع ودفنت معه دعاة التطبيع وأصحاب السيلفيات مع غوفرين أيضا..
وأنا أذكر بهذا لأني لم أفهم كيف أن “كثيرين” منا، وما هم كذلك، أرادوا أن يسيروا في قضية، فيها الدين وفيها السياسة وفيها التاريخ وفيها الجغرافيا، بسرعة غير سرعة الدولة وغير سرعة رئيس لجنة القدس.
بل إن البعض منا ذهب أبعد من ذلك وحاول ربما حتى “خطف” المقود من ربابنة السفينة ظنا منه أن السياق مناسب لممارسة أعمال القرصنة.
صحيح أن بلدنا استحضر مصالحه العليا واستحضر مسؤوليته التاريخية تجاه فلسطين والفلسطينيين عندما وقع التطبيع مع إسرائيل..
لكن بلدنا يعرف جيدا أيضا أن مصر التي سبقتنا إلى هذا “التطبيع” لم تربح منه أي شيء إلى حد الآن..
كما أن بلدنا يعرف جيدا أيضا أن شرعيته ومشروعيته ممتدة في الزمن ولن يحتاج ربما إلى “كيان” طارئ على الخريطة لكي نستمد منه سيادتنا على أقاليمنا الجنوبية في الصحراء.