هكذا عرت الحرب على غزة عن الوجه القبيح للغرب
الحرب هي الحرب..
وفي الحرب ليس هناك منتصر ولا منهزم..
فكلاهما يألم..
وكلاهما يمسه القرح نفسه..
لكن ما يقع حاليا في غزة هو ليس حربا بين طرفين متكافئين..
ما يقع حاليا في غزة هو عدوان حقيقي وهو حرب ضد الإنسانية وضد شعب أعزل وضد أطفال أبرياء في عمر الزهور..
لكن إذا كانت هناك من “إيجابية” في هذه الحرب المدمرة للأرض والإنسان في غزة فهي أنها عرت على الوجه القبيح للغرب بكل سياسييه ونخبه ومثقفيه وإعلامييه..
وفعلا لقد سقط القناع عن القناع وبدت قيمة الحرية ومعها حقوق الإنسان والديمقراطية مجرد وهم وسراب وكذب وبهتان وزور..
وهكذا لاحظنا كيف أن دولا غربية عريقة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان لم تسمح أو لم تتسامح حتى مع مجرد تنظيم وقفة احتجاجية سلمية مع شعب يموت اليوم ببطء تحت القصف الإس.را.ئيلي وصواريخه العشوائية..
كما رأينا كيف اصطف الغرب بكامله وبكل قواه العظمى وراء “إس.را.ئي.ل” ووراء سياسة “الكيل بمكيالين” كما لو أن العالم يتجه نحو حتفه..
أكثر من هذا، لقد أصبح أحرار العالم اليوم مضطهدين ولا أحد يقترب منهم أو يستضيفهم إلى طاولات النقاش العمومي كما لو أنهم “جمال جرباء”..
بل إن الكثيرين من أحرار العالم أصبحوا اليوم مهددين ومتهمين بالسجن وبمعاداة السامية وبالإرهاب وبجهنم فقط لأنهم انتفضوا ضد “إرهاب” الدولة العبرية..
يقع كل هذا كما لو أن الدم الفلسطيني لونه غير أحمر..
ويقع كل هذا كما لو أن الفلسطينيين ليسوا بشرا وليسوا أصحاب أرض وليسوا أصحاب حق وربما غير معنيين بهذه العناية الإلهية:
“ولقد كرمنا بني آدم”.