هل تحول غوفرين إلى “حصاة” في “حذاء” العلاقات المغربية الإسرائيلية؟
لا أدري ما الذي يجعل إسرائيل تحتفظ بمدير مكتب بالعاصمة الرباط مثل ديفيد غوفرين رغم أن بلدنا يرأس لجنة القدس ويختلف عن أي بلد عربي آخر في خصوصية العلاقات مع الدولة العبرية؟
وأنا أطرح هذا السؤال ليس فقط لأن مسيرة الرباط الشعبية الأخيرة رفعت شعارات نارية ضد هذا “الصعلوك” الذي ليس بينه وبين “الديبلوماسية” إلا الخير والإحسان..
أنا أطرح هذا السؤال لأن “ديبلوماسيا” أرعن مثل غوفرين هو بلا شك “حصاة” مؤلمة في “حذاء” العلاقات مع إسرائيل..
وأنا أقول بهذا ولو أن الحقائق على الأرض تؤكد اليوم شيئا آخر وهو أن مياها كثيرة جرت تحت جسر التطبيع بعد زلزال 7 أكتوبر الذي هز إسرائيل وهز معها العالم أيضا..
بل كدت أتساءل:
هل تتجه الأنظمة العربية ومعها الشعوب أيضا إلى دفن جثمان التطبيع بعد هذه التطورات الأخيرة في هذا النزاع “الأبدي” بيننا وبين إسرائيل؟
شخصيا لم أفهم كيف أن أسرائيل أرسلت لنا ربما “أوسخ ديبلوماسي” عندها حتى لا أقول إنها أرسلت لنا “شيخا” مراهقا بمنسوب عال من “الكبت”..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ذلك أن المعني بالأمر يجر خلفه الكثير من الفضائح الأخلاقية أينما حل وارتحل..
طبعا لن أتحدث أيضا عن المواقف “العدمية” لهذا “السفير” الوهمي من قضايانا العادلة ومن قضية الصحراء تحديدا لأن ذلك لم يعد سرا..
ودعوني أذكركم بأول شيء قام به غوفرين مباشرة بعد استقراره عندنا هنا بالعاصمة الرباط..
أذكر في هذا المنحى أن سعادته “غير الموقرة” أعطى تصريحات “مسمومة” لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”..
ولا أبالغ إذا قلت إنها تصريحات لا تختلف “ربما” حتى عن تصريحات بعض الأصوات المعادية للمغرب..
في هذه التصريحات مع الوكالة الرسمية الأسبانية، لوى غوفرين عنق النص ولعب بالكلمات التي تقول الشيء ونقيضه كما لو أن المغرب بتاريخه وعراقته هو غير المغرب..
لكن هدف غوفرين كان ربما هو خلط الأوراق و”التشكيك الناعم” في مغربية الصحراء لحاجة في نفسه هو أعلم بها منا..
وظني أن “استئناف” العلاقات مع إسرائيل كان المفروض أن يبدأ ربما بفتح قنصلية في الداخلة أو العيون وليس بإعلان نوايا حسنة قد لا تقدم ولا تؤخر..
أما غوفرين فقد افتتح هذه العلاقات بما يشبه “التآمر العلني” على أمننا القومي وبالتطاول على رموزنا وبالاستغلال الجنسي لبعض الفتيات..
وهذا ليس كلام جرائد أو مزاعم واتهامات صادرة عن شخصيات مغربية مناهضة للتطبيع..
بل إن هذه الاتهامات الخطيرة الموجهة إلى “الصعلوك” ومن معه فتحت بشأنها وزارة الخارجية الاسرائيلية تحقيقا رسميا..
ورأيي أن بقاء “الصعلوك” في المغرب هو إهانة لنا جميعا كمغاربة وكبلد عريق وممتد في الزمن وفي التاريخ وفي الجغرافيا وفي الحضارة أيضا..
وسامح الله بعض “الأنفس” المحسوبة علينا لأنها كانت تقضي الساعات الطوال والأيام الطوال أمام مكتب الاتصال الإسرائيلي لعلها “تتشرف” بلقاء الصعلوك أو تلتقط معه “سيلفي”.