بسبب ما وقع بين إسرائيل وحماس. ميلونشون في قفص الاتهام
جون لوك ميلونشون زعيم “فرنسا الأبية”، الذي زار بلادنا مؤخرا، يتعرض هذه الأيام إلى “عدوان إعلامي كاسح”..
وهذا “العدوان” لا يختلف ربما عن “العدوان الإسرائيلي” المتواصل حاليا ضد قطاع غزة في حرب غير متكافئة ومفتوحة على المجهول..
“العدوان الإعلامي”، الذي استهدف زعيما يساريا ترشح أكثر من مرة للرئاسيات الفرنسية، وصل إلى حد اتهام” الرجل بدعم “الإرهاب” وب”ممعاداة السامية”..
حصل هذا لأن ميلانشون حمل، إسرائيل ومعها تنظيم “حماس”، مسؤولية ما حدث يوم السبت الماضي في مستوطنات الدولة العبرية..
وهذا ما قال به حتى إسرائيليون..
بل ثمة أصوات، مصنفة أصلا في خانة “الرزانة” و”الرصانة”، اعتبرت ميلونشون هو المشكل رقم واحد لكل تنظيمات اليسار في فرنسا وربما في أوربا وخارج أوربا أيضا..
أما لماذا؟
بكل بساطة لأن ميلونشون حرص أن يظل ربما منسجما مع القانون الدولي عقب هذه التطورات الأخيرة التي عرفها النزاع الفلسطيني الاسرائيلي..
ولأن الأمر كذلك فقد صنف “ابن” مدينة طنجة تنظيمين اثنين في خانة الإرهاب لا ثالث لهما:
داعش والقاعدة..
وفعلا فهناك اليوم، قصف إعلامي يصل الليل بالنهار في كل قارات الدنيا لعله يصنع حقائق غير موجودة على الأرض:
“كل فلسطيني، عربي أو غير عربي، مسلم أو غير مسلم، هو بالضرورة “مشروع إرهابي” إلى أن يثبت العكس”..
والحقيقة أن العالم فسيح وممتد في الزمان والمكان ويتسع لكل الناس ولكل الشعوب ولكل القلوب ولكل القبائل ولكل الديانات وحتى من لا دين لهم..
..
وفي بلدي المغرب، أفهم أن يتم إلغاء حفل للموسيقى الأندلسية كان منتظرا أن يحضره يهود وغير يهود بسبب هذا الذي حدث في منطقة الشرق الأوسط..
لكني لم أفهم أن تتعطل الدراسة ولو ليوم واحد داخل مؤسسة تعليمية بالدار البيضاء يدرس بها أطفال مغاربة من مختلف الديانات ل”أسباب أمنية”..
وهذا ما جاء بالحرف في الرسالة الإلكترونية التي توصل بها آباء وأولياء هؤلاء الأطفال..
والواقع الذي لا يرتفع هو أن بلدنا آمن ومطمئن ومستقر ولا خوف على أهله ومواطنيه جميعا.