الخبر من زاوية أخرى

هجوم “حماس” على إسرائيل.. من يتحمل المسؤولية؟

هجوم “حماس” على إسرائيل.. من يتحمل المسؤولية؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

رغم أن بلدنا تربطة علاقات ديبلوماسية وعلاقات “تطبيع” مع إسرائيل..

وأذكر بهذا ولو أن هذه العلاقات لم تتعد، إلى حدود الآن، فتح مكاتب اتصال مع الدولة العبرية ولم ترق بعد إلى مستوى تبادل السفراء..

ورغم أن بلدنا قطع أشواطا في التعاون مع إسرائيل على مستوى أكثر من مجال بما فيها المجال العسكري..

ورغم أن إسرائيل أعلنت عن “حسن نوايا” تمهيدا للاعتراف “الفعلي” بمغربية الصحراء..

رغم كل هذا، إلا أننا لم نصطف مع الاسرائيليين في كل شيء ولم نتماه مع مواقفهم في هذه الحرب المعلنة ضد الفلسطينيين..

وهذا يحسب لبلدنا ولسياسته الخارجية..

حصل كل هذا رغم أن كل حلفائنا التقليديين في أوربا أو أمريكا ساووا بين الضحية والجلاد واصطفوا علانية مع المحتل ضد أصحاب الأرض..

طبعا هذا هو “الانطباع” الذي خرجت به وأنا أقرأ بلاغ وزارة الخارجية المغربية..

أكثر من هذا، بلاغ الخارجية المغربية ذكر إسرائيل تحديدا بأن المغرب لطالما حذر في وقت سابق من الاحتقان ومن التوتر ومن تداعيات الانسداد السياسي على عملية السلام في المنطقة..

وظني أن المغرب اختار ربما أن يتموقع في مكان “مريح” يسمح له بالقيام بدوره ليس كبلد يحظى باحترام كل الأطراف المتنازعة فحسب..

بل أيضا كبلد يرأس لجنة القدس وله مسؤولية تاريخية ببعد ديني وروحي ويعتبر القضية الفلسطينية لا تختلف في أي شيء عن قضاياه الوطنية..

صحيح أن الدولة العبرية كثيرا ما أحرجت بلدنا ورموز بلدنا لأنها لم تأخذ يوما ما على محمل الجد نداءات وتحذيرات المغرب..

وصحيح أيضا أن إسرائيل بالغت في سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين وكثيرا ما تصرفت برعونة حتى أصبح الاستيطان واقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين هو القاعدة وليس استثناء.

لكن على إسرائيل أن تعي جيدا أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة على هذه التطورات الأخيرة وغير المسبوقة التي شهدها النزاع الفلسطيني الاسرائيلي..

إيلي بارنافي المؤرخ والكاتب والأستاذ الجامعي والسفير الإسرائيلي السابق ذهب أبعد من ذلك وقال في مقال خص به جريدة “لوموند” الفرنسية:

“إن الهجوم الأخير لحماس على إسرائيل هو نتيجة لسياسة إسرائيلية حمقاء”..

وفعلا إن الأمر بهذا “الحمق” وربما أكثر من ذلك بكثير حتى أن هناك أصواتا إسرائيلية أصبحت تتحدث اليوم عن ملامح “انتفاضة” فلسطينية أخرى قد يكون لها ما بعدها على الأرض وعلى السلام أيضا.