الخبر من زاوية أخرى

رسالة قصيرة إلى “الرقيب الإعلامي”

رسالة قصيرة إلى “الرقيب الإعلامي”
مصطفى الفنمصطفى الفن

أصادف بين الفينة والأخرى فيديوهات كثيرة وتصريحات كثيرة لهذا الذي يقال له “فلان الفولاني”..

أتذكر من هذه التصريحات أن المعني بالأمر خرج خرجة إعلامية غريبة عجيبة هاجم فيها تلفزة فيصل العرايشي..

و”احتج” السيد فلان الفولاني على تلفزة العرايشي لأن هذه القناة، حسب قوله، تلاعبت في كلامه وفي تصريحاته عندما حل، ذات يوم، ضيفا على برنامج من برامجها..

ولاحظوا هذا الهرم المقلوب في زمن العجائب:

فحتى “الجلاد” الذي وضع “قواعد الاشتغال” داخل التلفزيون أصبح “يحتج” على هذه “القواعد” وعلى التلفزة الرسمية نفسها..

كما شاهدت أيضا للسيد فلان الفولاني فيديو فيه ربما بعض “الصعلكة” بطابع جنحي لأن المعني بالأمر وصف رئيس دولة أجنبية ب”البرهوش”..

وهذا الكلام لا يخلو من رعونة وربما لا يخلو حتى من نقص حاد في منسوب الأخلاقيات المهنية من طرف “إعلامي” اشتغل في الصفوف الأمامية للإعلام الرسمي للدولة..

أقول هذا مهما كان اختلافنا مع رئيس الدولة المعني بالأمر ومع سياسته التآمرية ضد قضايا بلدنا العادلة والتي كثيرا ما انتقدها المغاربة أجمعون بحدة وبحس وطني عال..

شخصيا أصبت بالذهول وسقط ما بيدي وأنا أرى هذه “الأريحية” التي يتحدث بها هذا الذي كان مجرد “رقيب إعلامي” في مرحلة سوداء من تاريخ المغرب..

وفعلا لم أستوعب على الإطلاق كيف أن شخصا قضى العمر كله في خدمة الجمع بين “الإعلام” و”الإعدام” دون أن يفكر ولو في تقديم “شبه اعتذار” عن هذا الماضي “الإعلامي” الأسود..

فهل ينكر صاحبنا أنه كان جزءا من “ماكينة” أرسلت آلاف الأحرار والمناضلين الى السجون السرية بدون حتى محاكمات شكلية؟

والواقع أن الرقيب الإعلامي السابق في عهد البصري هو محظوظ جدا وعليه أن يحمد الله تعالى حمدا كثيرا لأن المغاربة لم يحاكموه رمزيا وبالاسم في مغرب هيئة الإنصاف والمصالحة.