حميدو لعنيكري.. رحيل واحد من كبار مهندسي العهد الجديد
في غمرة الهلع والانشغال بالفاجعة التي ألمت ببلادنا عقب هذا الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق كثيرة بالمغرب، رحل، اليوم إلى دار البقاء، الجنيرال حميدو لعنيكري عن سن 84..
الجنيرال لعنيكري بصم على مسار مهني لافت تحمل فيه عدة مسؤوليات ومناصب هامة في الجيش والدرك الملكي والمخابرات والأمن الوطني والقوات المساعدة..wig outlet dallas cowboys jersey real hair wigs for women nfl super bowl Bengals jerseys wig shop shop nfl jerseys adidas yeezy shoes for men wigs store wig stores custom bowling jerseys sex toys for men nike air jordan 4 retro sex toys for men human hair wigs near me
وكان الجنيرال لعنيكري قد اختفى عن الأنظار قبل 12 سنة بعد نجاته من موت محقق في حادثة سير مروعة بالقرب من مدينة سطات.
ووقع هذا الحادث المأساوي عندما كان “الجنيرال القوي” عائدا من مراكش في اتجاه الرباط لتقديم واجب العزاء في وفاة شخصية وازنة بالرباط.
وقد ظل لعنيكري يتذكر بألم كبير هذا الحادث الذي كان له ما بعده على مساره المهني وعلى وضعه الصحي، إذ لم يعد قادرا على التحرك إلا عبر كرسي متحرك.
ورغم تدهور الحالة الصحية للجنيرال بعد هذه الحادثة، إلا أن الرجل ظل معافي الفكر والذهن والروح.
ولا أبالغ إذا قلت إن الرجل ظل محافظا على قدرات عالية في التحليل وفي التتبع وفي قراءة الأحداث واستنتاج الخلاصات وبناء الموقف والرأي حول ما يقع داخل المملكة وخارجها.
ولأن الجنيرال منتوج خالص للدولة ولمؤسساتها العميقة ويعرف جيدا كيف تدور عجلة “النسق” فقد اعتنق الصمت إلى أن غادر الدنيا دون أن يشعر بالندم على أي قرار أو خطوة اتخذها ذات سياق مضى..
وفعلا فقد كان الجنيرال لعنيكري واضحا وضوح الشمس في مثل تلك القضايا التي لا يتصرف فيها المسؤول في الدولة ك”شخص” وإنما يتصرف كجزء من “السيستيم”.
ولأن الأمر كذلك، فحتى التداعيات السلبية للقرار تصبح، بمنطق الدولة، في نظر لعنيكري، أمرا ثانويا أمام ما هو أهم ألا وهو استمرار مرفق الدولة واستمرار الدولة نفسها.
“أنا لا أعرف إلا ملكا واحدا في المغرب اسمه محمد السادس ولا أعرف ملكا آخر غيره. وأنا مستعد أن أفعل أي شيء لأني لا أقبل أن يكون في البلد ملكان” .
هكذا رد الجنيرال، وبلغة صارمة، في جلسة خاصة مع مقرب منه طلب منه، ذات سياق، وهو وقتها مدير عام ل”الديستي”، أن يقلل من “مضايقاته” ضد الأمير مولاي هشام.
هذا هو لعنيكري.
فبالنسبة إليه الملك ملك، والأمير أمير، ولا توجد بينهما منطقة رمادية قد تصيب الناظرين إليها بعمى الألوان في قضية حساسة ينبغي أن يظل فيها اللون واحدا: إما أبيض وإما أسود.
وقليلون لا يعرفون أن لعنيكري هو الذي طرق الباب ليكون واحدا من فريق محمد السادس مباشرة بعد وفاة الراحل الحسن الثاني رحمه الله.
بمعنى آخر أن لعنيكري هو الذي اتصل وقتها بالجالس الجديد على العرش ولم ينتظر أن يتم الاتصال به.
وكان أول من اتصل به لعنيكري من فريق العهد الجديد هو حسن أوريد الذي سيصبح ناطقا رسميا باسم القصر.
وروي لي أوريد نفسه كيف أنه التقى لعنيكري يوما ما وبعث معه رسالة شفوية إلى الملك الجديد بهذا المضمون إذا لم تخني الذاكرة:
“قل لسيدنا، أنا عبد امشرط لحناك”.
وبالطبع، فقد وصلت الرسالة، بالأمانة اللازمة، إلى من يعنيه الأمر ليعقبها فيما بعد قرار ملكي هام وضع لعنيكري في المربع الذهبي للحكم في منصب حساس هو الإدارة العامة لجهاز المخابرات.
أقول هذا ولو أن هناك رواية أخرى رواها لعنيكري بنفسه في جلسة خاصة حول ظروف انضمامه إلى فريق العهد الجديد..
وجاء في هذه الرواية أن التحاق لعنيكري بفريق العهد الجديد جاء بتوصية شفوية من الراحل الحسن الثاني شخصيا..
ولأن لعنيكري كان صاحب خبرة كبيرة وتجربة أمنية عابرة للقارات، فقد وقعت له العديد من “الاصطدامات العرضية” مع بعض الأسماء النافذة في المحيط الملكي، الحديثة العهد بالحكم وبملفاته السرية..
ومن الطبيعي أن تحدث مثل هذه الاصطدامات لأن الرجل كان يعتبر نفسه “أبا روحيا” لهؤلاء “الحكام الجدد” الذين يريدون ربما أن “يحتكروا” الملك الجديد لأنفسهم بمبرر واحد لا ثاني له وهو أنهم درسوا معه في المدرسة المولوية.
نعم كان لعنيكري يشعر ب”عقدة التفوق” على هؤلاء المحيطين بالملك.
وربما لهذا السبب كان أحيانا يتخذ ربما قرارات ذات حساسية خاصة حتى دون الرجوع إلى خريجي المدرسة المولوية..
ولست في حاجة هنا أن أذكر بواقعة استقبال لعنيكري للصحافية الفرنسية سارة دانييل في منزله بالرباط دون ربما استشارة أحد من “دار المخزن”.
وهو الاستقبال الذي كاد أن يكون له ما بعده خاصة عندما نسبت ابنة جون دانييل مالك مجلة “لونوفيل أوبسيرفاتور” تصريحات مثيرة إلى الجنيرال لعنيكري..
الصحافي المخضرم حميد برادة روى لي في هذا المنحى أشياء في منتهى الحساسية لأن برادة هو الذي سهل مأمورية سارة دانييل في هذا اللقاء الذي قادها إلى بيت لعنيكري.
ثم إن لعنيكري لم يكن رجل إنفاذ القانون أو شخصية سامية في الدولة ينتظر التعليمات لينفذ فحسب..
لا.
لعنيكري كان ربما أكثر من ذلك حتى لا أقول إنه كان ربما واحدا من كبار المهندسين للعهد الجديد..
ومع ذلك، فالحياة هي الحياة..
إنها دمعة وابتسامة وبداية ونهاية ولم تكن أبدًا خطا مستقيما..
رحم الله الجنيرال.. وإنها لله وإنا إليه راجعون.