رسالة اعتذار إلى امرأة..
سيدتي، لقد قرأت رسالتك بتأثر شديد وبألم شديد وبأسف شديد أيضا..
حصل هذا ولو أني لا أعرف من هي صاحبة هذه الرسالة ولا من هي صاحبة هذا الاسم المرفق بالرسالة..
أتحدث هنا عن رسالة توصلت بها أمس على الخاص وفي وقت متأخر من الليل..
صاحبة هذه الرسالة اشتكت من بعض ما كتبت، في وقت سابق، في مقال من مقالاتي المتواضعة على هذا الحائط المتواضع..
صدقيني سيدتي، فهذه أول مرة أسمع فيها هذا الاسم أو بامرأة تحمل هذا الاسم..
وكم حزنت والله يشهد..
وطبيعي أن يأخذ مني الحزن كل مأخذ لأني أربأ بنفسي أن أسيء، تحت أي ظرف، ولو بحرف واحد إلى أي امرأة..
ومهما كانت طبيعة هذه “الإساءة” فأحرى إذا كانت لها صلة بأغلى ما نملك نحن البشر..
وأغلى ما نملك نحن البشر هو “الكبرياء” ولا شيء غير “الكبرياء”..
والباقي تفاصيل صغيرة..
ثم كيف يحدث هذا وأنا الذي “أزعم” أني ربما مدافع “شرس” ونصير “جدي” للمرأة ولقضايا المرأة لأن المرأة كانت دائما رمزا خالدا للجمال..
وأنا أعتذر لك، سيدتي، بكل جوارحي وبكل قلبي حتى أني سارعت، بغير تردد، إلى تعديل ما خطته يميني احتراما لك وتقديرا لك ولكي لا يتمدد “الغلط” ويتمدد معه هذا “الجرح” في كل اتجاه..
وأيضا لأني لست من الذين يتلذذون بآلام الناس وبشقاء الناس..
وما ينبغي لي..
كما أنه ما كان أبي، أو أمي، امرأ سوء رحمهما الله معا..
وأنا مستعد أن أفعل أي شيء لعلي أرمم بعض الضرر أو بعض الأذى الذي طالك، بغير قصد وبغير سوء نية، بسبب ما كتبت..
لكن صدقيني، سيدتي، إذا قلت لك إني لم أكن أتحدث عنك ولا عن سيدة بعينها ولم أذكر حتى اسم امرأة بعينها..
ولن أفعل أبدًا..
لماذا؟
لأن أعراض الناس كانت وستظل، بالنسبة إلي، خطا أحمر وجزءا من الخط التحريري لكاتب هذه السطور..
أنا آسف جدا جدا سيدتي..
ودعيني أقول لك أيضا إني أخجل من نفسي أن أجد نفسي واسمي، ولو في سياق عرضي، في وضعية “خلاف” مع سيدة لا أعرفها ولا تعرفني..
بل مع امرأة محترمة وموقرة وشريفة وأصيلة وتقضى على يديها حوائج البسطاء من الناس، كما سأعرف فيما بعد..
مرة أخرى، أجدد لك اعتذاري، سيدتي، وبكل اللغات أيضا..
أما اللجوء إلى القضاء أو إلى “القصاص” أو حتى إلى “الذبح” الرمزي، فهذا حقك المقدس..
وكل أملي أن أكون، إن شاء الله، من الصابرين لأداء أي “ضريبة” ترينها مناسبة لجبر أي ضرر مفترض أيتها المرأة الخلوقة والخدومة والسموحة والطيبة..
وهذه خصال أخرى من خصالك التي عرفتها أيضا فيما بعد..
حفظك الله من كل مكروه، سيدتي، ولو أن “السياسة، كما تقولين في رسالتك، قذرة وعفنة وتستعمل فيها كل الأسلحة.. وأنا لم أتدرب على هذه الأسلحة ولن أفعل” .