غابة “بطاي” بالدار البيضاء.. عندما تشعر الغابة ب”القلق”
من منكم يعرف غابة “بطاي”؟
وحدهم ربما ساكنة عين الدياب، على طول المسافة الرابطة بين الولي سيدي أحمد التاغي المقابل لمقهى “النزاهة” في اتجاه “موروكو مول”، من يعرفون جيدا قصة هذه الغابة..
وأول مفارقة في هذه القصة هي أن هذه الغابة دخلت اليوم في مرحلة “قلق حقيقي” حتى لا أقول إنها في “قلق جد متقدم”..
وهذا “القلق” طبيعي لأن هذه الغابة تخشى على نفسها من الانقراض خاصة أنها موجودة (فعليا) فوق تراب جماعة الدار البيضاء لكنها تابعة (ترابيا) لإدارة المياه والغابات ولا تجني منها الجماعة أي سنتيم واحد..
المثير في هذه القصة أيضا هو أن هذه الغابة غزتها “وحوش” كثيرة واقتلعوا أشجارها في جنح الليل وأقاموا مكانها “باركينغات” عشوائية تذر على بعض “البارونات المحمية” ملايين الدراهم..
واحد من هؤلاء “البارونات” الذي غزا هذه الغابة كان مجرد “عساس بسيط” قبل أن يصبح اليوم مليارديرا يتحكم في سير بعض المؤسسات وحتى في سير بعض المسؤولين وربما ينفق عليهم أيضا، وبلا حساب..
وجاء في تفاصيل أخرى من هذه القصة أن إدارة المياه والغابات دخلت على الخط في قضية هذه الغابة وفتحت مساطر في هذه “الباركينغات” العشوائية التي نبتت من عدم وخارج القانون..
بل هناك حديث حتى عن فرض ضرائب فاقت ملايين الدرهم على أصحاب هذه “الباركينغات” العشوائية والذين يبتزون المواطنين والبيضاويين ليل نهار..
لكن الذي وقع بين عشية وضحاها وهو أن هذه الضرائب تبخرت في الهواء أو ألغيت في ظروف غامضة وربما بتدخل فاعل أو بتدخل فاعلين..
بقي فقط أن أتساءل:
أليس “وحشا” هذا الذي يدمر الغابة في عز هذا الصيف الجاف وفي عز هذا الاحتباس الحراري وفي وقت تشكو فيه المدينة من قلة الأوكسجين ومن قلة المساحات الخضراء؟
يحصل كل هذا على مرأى ومسمع من عمدة المدينة ومن زوج عمدة المدينة ومن السلطات ومن الوالي ومن العامل المعينين بظهير ملكي..
كما يحصل هذا في مدينة سبق أن خصص لها ملك البلاد خطابا “ناريا” كان ينبغي أن يكون خاطة طريق أو برنامج عمل لأي مسؤول تحمل مهام تدبير شؤون هذه المدينة العملاقة.