عندما تصطف النقابات مع الباطرونا ومع الحكومة ضد الشعب
هذا الارتفاع المطرد والمستفز لبسطاء المغاربة في أسعار المحروقات غير مفهوم وغير معقول، وربما لا يدعو إلى هذا الصمت الجماعي المريب..
كما أن الارتفاع المطرد في أسعار المحروقات لا يمكن أن نغطي عليه بسياسة المهرجانات الممولة من المال العام..
أقول هذا ولو أني مع المهرجانات حتى وإن كانت تقام أحيانا في جماعات ترابية ليس فيه أي شيء سوى التراب المتطاير:
لا شوارع معبدة ولا مدارس ولا مؤسسات تعليمية ولا مرافق اجتماعية ولا ملاعب قرب ولا ملاعب بعد ولا مراكز صحية ولا مستشفيات ولا يهم يحزنون..
وعوض أن يكون “زعماء” النقابات أو بالأحرى “أثرياء” النقابات مع المغاربة ومع الشعب ومع الفئات المسحوقة ومع الفقراء ضد هذا الغلاء وضد لوبي المحروقات..
بل وعوض أن يكونوا ضد الفاعل رقم واحد في قطاع المحروقات وضد رئيس حكومة يبيع لنا المحروقات..
وهذا هو منطق الأشياء ومنطق النقابة ومنطق العمل النقابي..
لكن الذي حصل هو أن هؤلاء “الزعماء” النقابيين اختاروا منطق “النقب” واختاروا أن يكونوا مع الحكومة ومع الباطرونا ومع باعة “المازوط” ضد العمال وضد الشعب وضد “الغلابة” من الناس..
وإذا كان مفهوما أن يبيع الاستقلاليون نقابة الاتحاد العام للشغالين في سوق النخاسة مقابل رئاسة غرفة بالبرلمان هي غرفة تسجيل لا غير..
فإنه غير مفهوم أن يبيع قادة الاتحاد المغربي للشغل نقابة عريقة بدراهم معدودات من الدعم الحكومي..
المكان الطبيعي للنقابات والنقابيين هو الاصطفاف مع مع الفقراء ومع الشعب وليس الاصطفاف مع الباطرونا ومع الحكومة ضد الفقراء وضد الشعب.