حكاية موثق “البام” الذي اغتنى ضدا على قانون المهنة
أعترف بأني فوجئت بحجم المعلومات المثيرة التي توصلت بها عقب تلك التدوينة المتواضعة التي كتبتها عن ذلك الموثق البيضاوي الذي تحول إلى “منعش” عقاري كبير..
حصل هذا “الإثراء غير المشروع” ضدا على قانون مهنة التوثيق الذي يمنع الجمع بين ممارسة التوثيق وبين ممارسة الأنشطة التجارية..
وسامح الله ذاك الذي جاء بهذا الموثق إلى السياسة وإلى حزب “البام” أول مرة في سياق سياسي خاص وربما ليشاركه في مآرب أخرى..
وجاء في التفاصيل أن الموثق المعني بالأمر سبق له أن ترأس لجنة العدل والتشريع دون أن يكمل ولايته في ظروف غامضة..
وجاء تثبيته على رأس هذه اللجنة بضغط “استثنائي” من طرف السيد عزيز بنعزوز “المبحوث عنه” من طرف زملائه البرلمانيين والمواطنين أجمعين..
أكثر من هذا، فالسيد الموثق يشبه ربما الرئيس التونسي قيس سعيد..
فهو أيضا لا يتواصل مع كتلة ناخبة ولا يتواصل مع مواطنين ولا يخطب في مهرجانات انتخابية ولا يظهر في أنشطة حزبية..
لكنه لا يجد أي صعوبة في الظفر بمقعده البرلماني في أي استحقاق انتخابي..
أتدرون لماذا؟
بكل بساطة لأن سعادة الموثق صاحب ثروة كبيرة غير معروفة المصدر ويختزل الحملة الانتخابية في تخصيص 500 درهم للصوت الواحد أو بالأحرى ل”الرأس الواحد”، بلغة “شناقة” الانتخابات..
بل إن المعني بالأمر، الذي كان اليد اليمنى لأنس الصفريوي في بناء “معتقلات” السكن الاقتصادي، لا يحضر جلسات البرلمان ولا يحضر حتى للعمالة من أجل مشاهدة الخطابات الملكية كما يفعل كل برلمانيي المنطقة..
فمن يحمي هذا الموثق الذي يقترب من الظهور في مجلة المال والأعمال الأمريكية المعروفة “فوربس” مع كبار أثرياء البلد؟
المثير أيضا أن الهم رقم واحد أو الحلم رقم واحد للمعني بالأمر حاليا وهو الظفر بحقيبة وزارية مهما كان الثمن لأن السيد له ممتلكات وعقارات في كل ربوع المملكة وربما له حتى سيولة مالية غير معلنة عابرة للحدود..
وهذا في نظري ليس سوى فساد انتخابي واضح وفاضح حتى لا أقول إنه تشويش وتسفيه وربما محاولة نسف لكل مجهودات الدولة ومجهودات رأس الدولة في معركة تخليق الحياة السياسية بالبلد.