قضية عزل الدكتورة رقية.. أعطاب مزمنة
اتصلت بي طبيبة الأسنان الدكتورة رقية الدريوش التي تم عزلها من طرف مندوبية السجون..
حصل هذا على الخاص قبل يوم أو يومين..
الدكتورة رقية طلبت مني أن أنشر ردها في قضية عزلها..
طبعا وعدتها خيرا ولو أن نشر الرد أو عدم نشره يبقى سيان لأن هذا الرد نشر في أكثر من حساب وفي أكثر من موقع..
وهذا ربما تفصيل صغير أمام قضية كبيرة وهي قضية الطبيبة نفسها..
ورأيي أن هذه القضية هي فعلا قضية لأنها تقول ربما كل شيء عن بعض “أعطابنا” المزمنة..
لماذا؟
لأن عزل طبيبة، في أوج عطائها وبمبررات غير مقنعة ربما أو مشوبة بالشك وفي وطن هو في أمس الحاجة إلى الأطباء وإلى الطاقات وإلى الكفاءات وإلى رقيات كثيرات…
نعم عزل طبيبة، والحالة هذه، هو، بلا شك، ضرب من الحمق والجنون..
وأنا أقول بهذا لأن رقية ليست فقط طبيبة دافعت عن نفسها بنفسها في مرافعة قوية ومدمرة بدت معها “مبررات” المندوبية كما لو أنها “عصف مأكول”..
الدكتورة رقية هي أيضا واحدة من “نخبة” البلد وواحدة من أدمغة البلد الذين فضلوا البقاء في البلد والاشتغال في البلد إيمانًا منهم بالبلد ولو بأجور متواضعة..
كما أن قضية الدكتورة رقية ما كان لها أن تكون أصلا ولو أن الأصل هو أن نجعل من أمثال رقية نماذج لتقتدي بهن الناشئة عوض جرجرتها ومحاولة تجويعها و”مرمدتها” كل هذه السنوات الطوال..
ومنطق الأشياء كان يفرض أن تعرف قضية رقية طريقها إلى الحل مباشرة بعد اندلاعها دونما حاجة ربما إلى ما يشبه “تعذيب” امرأة أنصفها قضاء البلد في أكثر من حكم قضائي..
فماذا تريدون، إذن، أكثر من الأحكام القضائية التي تصدر باسم ملك البلاد شخصيا؟..
ولن أتحدث عن أولئك الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها فقط لأن السيدة رقية لجأت إلى أعلى سلطة في البلاد طلبا للتظلم وطلبا للإنصاف كما يفعل كل المغاربة في أوقات الشدة والتيه..
أتدرون ماذا فعلوا سامحهم الله؟
لقد اعتبروا اللجوء إلى أعلى سلطة في البلاد من طرف أمرأة شعرت بالظلم وب”الحكرة”، هو بمثابة “لجوء” إلى “جهة خارجية”!..
وهنا سأسكت قليلا وسأبالغ في السكوت وأنا أرى بأم عيني “لعدس كيتملس” والديوان الملكي “جهة خارجية”!..
وفعلا، إنها كارثة حقيقية حتى لا أقول إننا ربما أمام “أم الكوارث” التي تسيء “حتما” إلى معنى كل شيء جميل في هذا الوطن العزيز إلى القلب.