قضية البرلماني ياسين الراضي.. عندما تتسامح “المؤسسات” مع “الانفلات”
لم أطلع بعد على ملف ياسين الراضي ابن البارون إدريس الراضي، أو “سائق الطاكسي” الذي أصبح يملك اليوم ربما نصف أراضي وغابات الغرب..
لكن كل المؤشرات المتسربة من هذا الملف تقول إن قضية هذا الابن، الذي ازداد وفي فمه ملايين الملاعق من ذهب، هي فعلا قضية..
وهي قضية تتجاوز ربما محاولة قتل أو “دفع” فتاة من طابق علوي أو إعداد وكر للدعارة..
قضية نجل إدريس الراضي هي ربما أقرب إلى “عصابة إجرامية” تفتعل المناسبات وتفتعل أعياد الميلاد ل”الاتجار” في بنات المزاليط من الناس..
لكن يبدو أن المشكل ليس في الابن الذي دخل السياسة ودخل البرلمان وترأس جماعة ترابية بأموال الأب الغامضة..
المشكل ربما في تلك “المؤسسات المختصة” التي “تسامحت” كثيرا مع الأب نفسه الذي اغتنى في ظروف غامضة دون أن يسأل مثل هذا السؤال:
من أين لك بهذه الملايير وأنت الذي كنت مجرد “كورتيي” بسيط لا تملك من متاع الدنيا أي شيء؟
كما أني لم أفهم أيضا كيف صام الجميع عن الكلام في قضية نجل الراضي في وقت خرجت والدة الفتاة الضحية تقول بالفم المليان:
إن ياسين الراضي هو الذي دفع ابنتها من طابق علوي وتسبب لها في أكثر من كسر قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى بالرباط دون أن يؤدي لها حتى مصاريف العلاج..
وكم وددت لو دخلت بعض الجمعيات النسائية وحتى بعض المحامين على الخط في هذه القضية وذلك لمساعدة فتاة هي فعلا “ضحية” ظروفها الاجتماعية الهشة..
بل إنها أيضا “ضحية” شبكة تستمد قوتها ونفوذها من الجمع بين المال والسياسة..
أقول هذا ولو أن التصدي لمثل هذا “الانفلات” يمر بالضرورة عبر تفعيل آليات المحاسبة حتى لا تصبح أبواب المؤسسات المنتخبة وغير المنتخبة مفتوحة على مصراعيها أمام كل من هب ودب.