هكذا يتعامل عدو “لارام” مع المسافرين
أشياء لا يمكن أن تقع ربما إلا في شركة طيران اسمها الخطوط الملكية الجوية المغربية المعروفة اختصارا ب”لارام”..
وجاء في تفاصيل هذه القضية أن الرحلة التي كان من المنتظر أن تقل مسافرين من جنسيات متعددة من مطار محمد الخامس في اتجاه مطار “شارل دوغول” بباريس ألغيت في آخر لحظة..
حصل هذا بعد أن صعد المسافرون إلى الطائرة وبعد أن أخذوا مقاعدهم قبل أن يطلب منهم النزول نظرا لوجود عطب فني طال الطائرة..
لكن هذا ليس هو المشكل لأن وقوع الأعطاب الفنية في الطائرات هو شيء عادي ومتوقع..
لكن غير العادي وغير المتوقع هو ألا يجد المسافرون مخاطبا باسم شركة الخطوط المغربية للتواصل معه في محنتهم الطارئة وليشرح لهم على الأقل ما المطلوب منهم؟
هل مطلوب منهم أن يعودوا إلى منازلهم أم أن الشركة ستبرمج لهم رحلة أخرى في أقرب وقت؟
المهم، لا أحد من شركة عبد الحميد عدو رد عن أسئلة المسافرين..
وهكذا ظل مسافرو هذه الرحلة منذ ال11 صباحا إلى قرابة العاشرة ليلا من هذا اليوم دون أن يعرفوا أي شيء عن مصير رحلتهم الموالية..
وهذا معناه أن هؤلاء المسافرين ظلوا ينتظرون المجهول ما يقارب 12 ساعة قبل أن يخبروا عبر “رسالة إلكترونية” بأن الرحلة الموالية في اتجاه مطار “شارل دوغول” ستكون غدا الثلاثاء في تمام الساعة 13.25 بعد الزوال..
وهذا معناه أيضا أن هؤلاء المسافرين سيقضون ليلتهم اليوم في فندق قريب من مطار محمد الخامس..
لكن بعد أن قضوا يوما أسود بدون أكل وبدون ماء وبدون أي اهتمام من طرف مسؤولي شركة الخطوط المغربية التي تعتبر ربما من أغلى شركات الطيران..
اللافت أيضا أنه يوجد، بين هؤلاء المسافرين، أطفال ونساء ومسنون ومرضى وأشخاص أخلفوا مواعيدهم والتزاماتهم المهنية والعائلية..
وفعلا إنها مأساة حقيقية عاشها اليوم هؤلاء المسافرون..
لكن المديرالعام للشركة عبد الحميد عدو يبدو أنه مشغول بأشياء أخرى ولم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار أو كلمة طيبة لهؤلاء المسافرين الذين تعامل معهم كما لو أنهم مجرد “حشرات” وليسوا بشرا معنيين بهذا الكلام الخالد:
“ولقد كرمنا بني آدم”.