نهاية مأساوية لشابة مغربية مع نظام الكفيل بالسعودية
اتصلت بي أمس سيدة هي في الأصل قريبة شابة مغربية سافرت قبل قرابة ثلاثة سنوات إلى السعودية..
لكن الذي وقع، حسب ما فهمت من السيدة المتصلة إذا ما صحت روايتها، هو أن هذه الشابة المغربية وجدت نفسها في نهاية المطاف محتجزة ومستعبدة ومستباحة الجسد والعرض من طرف أكثر من كفيل بالديار السعودية هناك..
بل إن عائلة هذه الشابة المغربية وصلتهم، السبت المنصرم، أنباء تتحدث عن “ذبح” ابنتهم من طرف شاب سعودي عسكري ظل يطاردها أينما حلت وارتحلت..
وعندما ذهبت العائلة هنا بالدار البيضاء إلى مصالح الخارجية المغربية للتأكد من صحة هذه الأنباء التي تتحدث عن فرضية “ذبح” ابنتهم داخل شقة بمدينة الرياض فقد قيل لهم ما يشبه هذا الكلام:
لكن كيف عرفتم أن ابنتكم “ذبحت” من طرف شاب سعودي؟
كما قيل لهم من طرف مصالح الوزارة أيضا:
وهل يمكنكم أن تعطونا اسم الشخص الذي اتصل بكم من السعودية وأخبركم ب”ذبح” ابنتكم من طرف شاب سعودي؟
المهم أسئلة كثيرة لم تجد لها عائلة الشابة المغربية أي أجوبة..
وحتى عندما أرادت أم الضحية المفترضة أن تسافر إلى السعودية من أجل التأكد من مما جرى لابنتهم بعد أن انقطع التواصل معها فقد طلب منها انتظار 15 يوما لكي تجدد جواز سفرها..
في كل الأحوال، فإن قضية هذه الشابة المغربية البالغة من العمر 33 سنة ليست ربما سوى شجرة تخفي غابة من “الفظاعات” و”الانتهاكات” في دولة لازالت تشتغل بنظام الكفيل في عصر الحرية والأنوار..
صحيح أن هناك من سيحمل مسؤولية هذه “المأساة” لهذه الشابة المغربية نفسها لأنها، في نظره، هي التي وضعت نفسها في عش الدبابير وما كان عليها أن تسافر إلى السعودية للاشتغال في المنازل..
لكن هذا لا ينفي المسؤولية عن أطراف كثيرة ساهمت في خلق هذه الأجواء وفي توفير هذه البيئة لكي تتعرض هذه الشابة المغربية لجميع أنواع الاتجار بالبشر وللعنف وللاغتصاب أيضا..
حصل كل هذا حتى أن هذه الشابة المغربية اشترت حريتها لعلها تتخلص من الكفيل الأول الذي ظل يحتجزها داخل شقة لأشهر طويلة..
المثير أيضا أن كل هذه الأشكال من العبودية التي يتسبب فيها نظام الكفيل تقع في القرن ال21 وفي عصر حقوق الإنسان وفي دولة لها رؤية حول الانفتاح تمتد إلى سنة 2030 وتريد أن تنظم كأس العالم وتستضيف على أرضها رونالدو وجورجينا وميسي وكبار النجوم وكبار الفنانين والمشاهير..
بقي فقط أن أوجه نداء وديا إلى مسؤولي الخارجية المغربية وفي مقدمتهم السي ناصر بوريطة وذلك من أجل مساعدة هذه الأسرة المغربية المكلومة على أكثر من مستوى..
والهدف طبعا هو أن تتمكن هذه الأسرة من معرفة حقيقة ما جرى لابنتهم خاصة أن هذه الابنة هي أيضا أم لطفلين وينبغي أن تعود إلى وطنها وإلى طفليها سواء كانت حية أو ميتة.