الخبر من زاوية أخرى

قضية “وفاة” مشجعة رجاوية تحت الأقدام.. من “يشوش” على السياسة الملكية في قطاع الرياضة؟

قضية “وفاة” مشجعة رجاوية تحت الأقدام.. من “يشوش” على السياسة الملكية في قطاع الرياضة؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

واهم من يعتقد أن حدث “وفاة” مشجعة رجاوية أثناء تدافع الجمهور أمام ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء هو حدث عادي..

“وفاة” المشجعة الرجاوية نورا هو حدث غير عادي حتى لا أقول إنه حدث خطير ويفرض أن يضع الكثير من المسؤولين على قطاع الرياضة في قفص الاتهام..

رئيس الحكومة نفسه يتحمل المسؤلية السياسية والأخلاقية في هذا “الفعل الجنائي”، الذي أزهقت فيه روح شابة بريئة، باعتباره رئيسا مباشرا لوزيرين يدبران شؤون الرياضة..

وأقصد هنا صاحب المناصب المتعددة الوزير فوزي لقجع الذي يرأس الجامعة الملكية لكرة القدم..

والوزير شكيب بنموسى الذي يجمع هو بدوره بين حقيبة التربية الوطنية والرياضة..

وهذان الوزيران مسؤوليتهما ثابتة وبنص الدستور الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة..

وإلا فما الجدوى من الاحتفاظ بهذا المبدأ الدستوري إذا ظل مجرد حبر على ورق وإذا ظلت هذه السيبة وهذه الفوضى المنظمة سارية المفعول وممتدة في الزمان والمكان؟

وأنا أقول بهذا لأن هذا الحدث المأساوي، الذي بدا معه المغرب أمام العالم غير قادر حتى على تنظيم مباراة في كرة القدم، يكاد ينسف ليس فقط كل المكاسب التي حققتها بلادنا في مونديال قطر..

لا..

هذا الحدث المأساوي يكاد ينسف حتى الجهود التي يبذلها ملك البلاد من أجل النهوض بقطاع الرياضة وبكرة القدم تحديدا..

كما أن هذا الحدث، الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الدولية، أساء إلى سمعة الوطن وصورة الوطن في توقيت سياسي دقيق..

وظني أن البرلمان بغرفتيه مطالب بأن يدخل على الخط في هذه القضية لمساءلة الوزيرين المشرفين على الرياضة على هذه الإساءة البليغة في حق الوطن..

أقول هذا ولو أن البرلمان نفسه فيه الكثير من الأعطاب وغير قادر حتى على الدفاع عن صورته لأن نصف سكان هذه القبة الموقرة لا يختلفون ربما في أي شيء عن صاحب استراتيجية محاربة الفساد البرلماني والوزير السابق محمد مبديع..

اللافت أيضا أن هذا الحدث المأساوي يأتي بعد أقل من شهر ونصف على منح جائزة التميز للملك محمد السادس برواندا من طرف مسؤولي الكاف ومن طرف رئيس الفيفا شخصيا..

ولسنا في حاجة إلى التذكير هنا أيضا بأن الوزير بنموسى أو الرئيس الذي “دفن” ربما النموذج التنموي حيا هو الذي تسلم هذه الجائزة الاستثنائية نيابة عن الملك..

بل إن الوزير بنموسى هو الذي تلا شخصيا نص الرسالة الملكية التي وجهها ملك البلاد إلى مسؤولي الكاف ومسؤولي الفيفا بحضور رئيس رواندا وبحضور زعماء وشخصيات وازنة من مختلف الدول الإفريقية..

شخصيا أخشى أن يكون هذا “الانفلات” في بيع التذاكر وفي كل شيء أمام الملاعب المغربية، وفي هذا التوقيت السياسي الدقيق، فيه بعض “التشويش” على السياسة الملكية وعلى الديبلوماسية الملكية وعلى الإنجازات الملكية في مجال الرياضة..

وفعلا لأنه ما معنى أن يعلن ملك البلاد عن الترشيح الثلاثي مع البرتغال وإسبانيا لتنظيم كأس العالم ثم لا نتعامل بالجدية اللازمة وبالصرامة المطلوبة مع هذا الإعلان الملكي ومع حدث كروي عادي كان ينبغي أن يمر في أجواء رياضية عادية؟

وأنا أقول هذا لأن الذي جاء بشخص فاشل، اعتاد أكل الأموال السهلة وقاد أكثر من مؤسسة رأسا إلى الحائط، إلى منصب المسؤولية ب”كازا إيفنت”، هو أيضا يتحمل جزءا من المسؤولية في ما وقع..

ثم إن ما يقع على شاكلة “فوضى منظمة” في بيع التذاكر وفي بيع كل شيء أمام الملاعب لم يعد اليوم استثناء وإنما تحول إلى قاعدة وإلى أصل تجاري مربح بيد شبكة أصبحت فوق القانون وفوق الدستور..

يحصل كل هذا رغم أن الوطن هو الذي يدفع الثمن غاليا من سمعته ومن صورته في الداخل والخارج..

بل يحصل كل هذا كما لو أن رموز الوطن ومؤسسات الوطن ليست لها تلك المكانة والوضعية الاعتبارية التي تليق بالمقام.