هل أصبح الماضي الديكتاتوري لتونس “أحسن” من “حاضرها الديمقراطي” مع قيس؟
في تونس أو بالأحرى في بلد البائع المتجول محمد البوعزيزي وبلد ثورة الياسمين، يكاد يجمع الناس على أنه ليس هناك قانون ولا حق ولا مؤسسات ولا دولة ولا ربما حتى رئيس دولة..
في تونس، أصبح كل شيء افتراضيا ووهميا عدا القمع ومعه الاضطهاد الذي تحول إلى حقيقة مرة..
وفي هذا البلد أيضا، هناك قيس سعيد وحده لا شريك له…
نعم وحده لا شريك له من يدبر شؤون الدولة والحكم في بلد أصبح ربما ماضيها الديكتاتوري مع بنعلي أحسن بكثير من حاضرها “الديمقراطي” مع رئيس منتخب اسمه قيس..
وهذا “القيس”، أو بالأحرى هذا القيش”، انتزع الدولة وانتزع مؤسسات الدولة كلها ومنحها إلى نفسه..
بل إن رئيس الدولة في تونس أصبح هو الدولة وهو الآن بصدد التخطيط لاعتقال شعب بكامله..
حصل هذا رغم هذا “المخلوق” خرج من صناديق الاقتراع حتى دون أن يكون له ماض سياسي ولا حاضر ولا حزب ولا برنامج ولا مناضلون ولا نفوذ ولا جاه ولا مال ولا إعلام ولا حتى ملحق صحفي أو مدير حملة انتخابية.
فوز قيس سعيد برئاسة تونس كان ربما أشبه ب”كاميرا خفية” في تاريخ بلد صغير تحول اليوم إلى سجن كبير مفتوح على السماء..
وهذا واحد من عيوب الديمقراطية..
فبقدر ما تساعد آلية الانتخاب على اختيار أفضل الناس، فإن هذه الآلية قد تفرز لنا أحيانا أسوإ الناس ليقودوا الناس إلى المجهول وربما إلى الحرب الأهلية أيضا لا قدر الله.