الخبر من زاوية أخرى

قضية إحداث لجنة للصحافة والنشر.. لماذا التزم الاتحاد الصمت؟

قضية إحداث لجنة للصحافة والنشر.. لماذا التزم الاتحاد الصمت؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

خرج أكثر من حزب سياسي، بما فيها ربما بعض الأحزاب المحسوبة على الإدارة، عن صمتها في قضية القرار الحكومي المتعلق بإحداث لجنة لتسيير شؤون الصحافة والنشر..

وهكذا رأينا كيف خرج الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في شخص أمينه العام نبيل بنعبد الله الذي قال إن إحداث هذه اللجنة من طرف الحكومة هو “كارثة حقيقية”..

كما خرج حزب البيجيدي في شخص أمينه العام عبد الإله بنكيران عن صمته في هذه القضية والذي عبر، هو بدوره، عن رفضه المطلق لتشكيل هذه اللجنة..

وحده “ربما” حزب الاتحاد الذي فضل الصمت ولم يقل أي شيء في قضية إحداث هذه اللجنة كما لو أنه هو الذي يقود الحكومة أو كما لو أنه هو “الأب البيولوجي” لهذا اللجنة المنتظرة..

صحيح أن حزب الاستقلال التزم الصمت في هذه القضية ولو أن هذا مفهوم لأن هذا الحزب هو مكون من مكونات التحالف الحكومي ومطوق بواجب التحفظ..

لكن أن يلتزم، الصمت، حزب المهدي بنبركة..

وحزب عبد الرحيم بوعبيد..

وحزب عبد الرحمن اليوسفي..

وحزب الفقيه البصري..

وحزب محمد اليازغي..

وحزب حسن نجمي..

وحزب محمد الساسي..

وحزب محمد حفيظ..

وحزب الشهداء وكبار المناضلين الذين أفنوا حياتهم في المنافي وفي السجون دفاعا عن الحرية وعن الحق في الكلام فهذا “مصاب جلل” حتى لا أقول إن الأمر أشبه ربما ب”انقلاب” في “العقيدة” السياسية لهذا الحزب العتيد والعريق..

كما أن هذا “الصمت” غير مقبول وغير مفهوم من حزب يضع ربما نفسه في خانة المعارضة للحكومة الحالية..

وأنا لا أقول هذا الكلام في سياق سلبي أو بغرض الاستفزاز..

والواقع أني أقول هذا الكلام في سياق ودي وإيجابي لأني أرى أن هذا النقاش العمومي الجاري حول الصحافة والنشر هو نقاش صحي ومطلوب ليس بين أبناء المهنة الواحدة فقط..

هذا النقاش العمومي الجاري حول الصحافة والنشر هو صحي ومطلوب بين جميع فئات المجتمع ونخبه..

لأن الإعلام كان وسيظل هو، الأصل، وهو القاطرة نحو التنمية ونحو الديمقراطية ونحو الرقي ونحو التطور في جميع المجتمعات الحية.