الخبر من زاوية أخرى

عندما أصبح ماضي الصحافة بالمغرب أحسن بكثير من حاضرها

عندما أصبح ماضي الصحافة بالمغرب أحسن بكثير من حاضرها
مصطفى الفنمصطفى الفن

أنا واحد من الذين يقرأون “تقريبا” كل ما يكتبه مولاي أحمد الشرعي مالك مجموعة الأحداث المغربية..

كما أفعل نفس الشيء مع كل ما يكتبه الناشط الحقوقي خالد البكاري..

وأنا أفعل هذا لأن كلاهما ينتجان “المعنى” ولو من حقلين “مضادين”..

ربما أو هكذا أخمن..

لكنه “تضاد” صحي ومطلوب في بلد متعدد وله “خصوصيته” ويتسع لكل أبنائه مهما كانت هوة الخلاف..

وأنا أقرأ افتتاحية نعى فيها مولاي أحمد الشرعي وفاة الهرم الإعلامي الكبير خليل الهاشمي الإدريسي، فقد بدا لي أن هذا الافتتاحية جديرة بالقراءة وبالتأمل أيضا..

وأقول هذا لأن مولاي أحمد الشرعي اختار أن ينعي وفاة خليل الهاشمي من زاوية مغايرة..

وقد أذهب إلى أبعد من ذلك لأقول أيضا إن مولاي أحمد الشرعي توفق، وربما إلى حد بعيد، في المعالجة المهنية لهذا الرزء الفادح الذي ألم بالمشهد الإعلامي وربما بالوطن أيضا..

لماذا؟

لأن مولاي أحمد الشرعي لم يتحدث في هذه الافتتاحية عن عطاءات فقيدنا وزميلنا خليل الهاشمي بصيغة المفرد أو عن العلاقة الإنسانية التي كانت تجمعه بالراحل كما فعل جلنا..

الجميل في هذه الافتتاحية هو أن مولاي أحمد الشرعي تحدث فيها ب”نوسطالجيا” إلى “مرحلة ذهبية” من تاريخ المغرب كان فيها ماضي مهنة الصحافة أحسن بكثير من حاضرها اليوم..

أما خليل الهاشمي، بالنسبة إلى مولاي أحمد الشرعي، فليس سوى واحد من هذا “الجيل الذهبي” من الصحافيين ومن كتاب الافتتاحيات الذين استطاعوا أن يسموا تلك “المرحلة الذهبية” من تاريخ المغرب..

وذكر مولاي أحمد الشرعي من هذا “الجيل الذهبي” من الصحافيين والإعلاميين كلا من عبد الله الستوكي ومحمد الكحص وخالد الجامعي ونعيم كمال ومحمد البريني وعبد اللطيف منصور..

بل إن مولاي أحمد الشرعي ذكر حتى أسماء إعلاميين آخرين نقلوا هذا “الحلم الجماعي” من تاريخ المهنة إلى فضاءات السمعي البصري مثل الراحلة مليكة ملاك وفاطمة الوكيلي..

مولاي أحمد الشرعي يقول أيضا في هذه الافتتاحية إنه بالرغم من الخلافات العابرة التي كانت تحدث بين هذا الجيل من الصحافيين والإعلاميين إلا أنهم جميعا زاولوا المهنة بحس وطني ودفاعا عن المصالح العليا للوطن وبقناعة وباقتناع لكن باستقلالية أيضا..

رحم الله الفقيد خليلي الهاشمي الإدريسي..

ولا سامح الله بعض الوزراء والرسميين الذين “قاطعوا” مراسيم تشييع جثمان الراحل..

وأقصد هنا أولئك الوزراء والمسؤولين والسياسيين الذين كانون يترددون أسبوعيا على وكالة المغرب العربي للأنباء لتلميع صورهم ولتسويق “منجزاتهم” في هذا القطاع أو ذاك..

وقع هذا الذي وقع لأن الكثيرين لا يعرفون ربما أن خليل الهاشمي هو ليس هرما إعلاميا كبيرا فقط..

خليل الهاشمي هو أيضا واحد من الأقلام الكبيرة التي كان لها ربما “دور مهم” في هندسة خريطة الإعلام الرسمي للعهد الجديد.