; مصطفى الفن يكتب عن الوزير الذي لم يستطع أن يوفر للمغاربة حتى حبات بصل بسعر معقول – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب عن الوزير الذي لم يستطع أن يوفر للمغاربة حتى حبات بصل بسعر معقول

مصطفى الفن يكتب عن الوزير الذي لم يستطع أن يوفر للمغاربة حتى حبات بصل بسعر معقول
مصطفى الفنمصطفى الفن

قد يتفهم الناس أن ترتفع أسعار المحروقات لأن هذا الأمر له ارتباط وثيق بارتفاع أسعار النفط في السوق الدولية، كما قيل لنا لتبرير “الجرم” وربما لتبرير “الجشع” أيضا..

كما قد يتفهم الناس أيضا أن ترتفع أسعار المحروقات لأن الحرب الأوكرانية الروسية كان لها دور في ارتفاع أسعار هذه المواد ذات الأهمية الخاصة..

أقول هذا ولو أن الفاعلين في سوق المحروقات، تعاملوا دائما مع المغاربة بمنطق “المنشار” ولم يتعاملوا أبدًا حتى بقانون السوق وحتى بأخلاق التجارة..

وأقصد هنا أن الفاعلين في هذا القطاع تورطوا في “شبهة التواطؤ” لتظل أسعار المحروقات في وضعية صعود مضطرد سواء نزل سعر النفط في السوق الدولية أو لم تنزل..

كما لن أتحدث عن “أم الفضائح” المعروفة ب”الأوراق والفواتير الوهمية مقابل أموال صندوق المقاصة”..

أي عندما كان الفاعلون في سوق المحروقات هم أصحاب الكلمة الأخيرة والقرار الأخير في صرف ملايير هذا الصندوق بكيفية هي أقرب إلى “شبهة” الاختلاس..

حصل كل هذا “النهب” في المال العام بدون أي وازع أخلاقي أو سياسي أو إنساني في الوقت الذي يعيش فيه ملايين المغاربة بدون حتى الحد الأدنى من الكرامة الآدمية..

المهم قد نتفهم كل هذا الذي ذكرت قبل قليل حول ارتفاع أسعار المحروقات..

لكن أن تشتعل النار في أسعار “البصل” إلى درجة أن سعر كيلو واحد من البصل تجاور سعر لتر من الكازوال..

بل إن سعر كيلو واحد من البصل يقترب اليوم من 20 درهما في بلد فلاحي وفي بلد المخطط الأخضر وفي بلد صناديق الدعم والتنمية القروية ذات الميزانيات الفلكية..

حدث كل هذا رغم أن رئيس الحكومة الحالي هو الذي كان آمرا بالصرف لهذه الصناديق والبرامج والمخططات الفلاحية طيلة قرابة عقد ونصف من وجوده على رأس وزارة الفلاحة..

إذن ما الذي فعله وزير على رأس قطاع حساس وهام وله صلة بالأمن الغذائي وبالسلم الاجتماعي للبلد طيلة عقد ونصف من الزمن إذا لم يستطع هذا الوزير أن يوفر للمغاربة حتى مجرد حبات بصل بأسعار معقولة في هذه الأيام الرمضانية العصيبة؟

وزير بهذا المسار وبهذه الحصيلة الكارثية في تبديد المال العام في مخططات افتراضية مفروض أن يجر إلى المحاسبة والمساءلة لا أن تتم ترقيته إلى مرتبة الرجل الثاني في هرم الدولة..

لكن دعونا نتساءل أيضا:

لماذا “نجح” رئيس حكومتنا كمقاول..

و”نجح” كرجل أعمال..

و”نجح” كمالك هولدينغ عائلي..

و”نجح” في توسيع أرباح امبراطوريته الاقتصادية والمالية وظهر في مجلة “فوربس” ولم ينجح كوزير فلاحة ولا ربما حتى كرئيس حكومة؟

ليت الخبراء يقولون شيئا في هذا اللغز..

وأنا أقول هذا ولو أن “النجاح” في عالم المال والأعمال في بلدي هو ربما قرار سياسي أكثر منه ذكاء وكفاءة وشفافية ومعقول ومجهود شخصي..

قضية أخرى تعد هي أيضا بمثابة ظرف تشديد يطارد هذه الحكومة التي تعطي الانطباع بأن معظم وزرائها فروا إلى “زينجيبار” وتبخروا في الهواء ولم يعد لهم وجود على أرض المغرب..

وهذه القضية هي إسناد مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى “وزير” صدق ربما أنه صاحب “مشروع سياسي” و”مجتمعي” وصدق أن “كفاءته” هي التي جاءت به إلى موقع المسؤولية..

وربما لهذا السبب أيضا لم يعد سعادته يجد أي حرج في أن “يتنرفز” علينا وفي أن يؤدبنا علانية في ندواته الصحفية الكئيبة دون أن يعي أن كلمة واحدة “طائشة” قد تهدم “الحفلة” بكاملها.