هكذا تقتسم “شركات إنتاج” معروفة “كعكة” الريع التلفزي

قضية الإنتاج التلفزي في المغرب هي فعلا قضية اجتمعت فيها ربما كل أركان شبهة الفعل “الجرمي”..

وفعلا هناك حديث عن أفعال من هذا القبيل:

ابتزاز، زبونية، محاباة، نفوذ، تحايل على القانون، طلبات عروض شكلية، سخاء غير عادي في تبديد المال العام..

يحدث كل هذا “السخاء المالي” في بلد يشكو من الندرة ومن الخصاص..

ويقينا لو عرفتم من هم الذين يحتكرون كعكة الريع التلفزي..

وكيف اغتنوا في ظروف غامضة..

وكيف أصبحوا من علية القوم بين عشية وضحاها لأصبتم بالذهول..

صحيح أن أسباب هذا “الانفلات” لا يمكن حصرها في بعد واحد لأن كل أطراف “البنية” التلفزية “تواطأت” ربما على إنتاج “اللا معنى” في قطاع استراتيجي للدولة والمجتمع معا..

أقول هذا ولو أن هذا “الانفلات” مفهوم في سياق تلفزي تحكمت فيه ربما سياسة الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة منذ سنوات طويلة..

لكن ينبغي الاعتراف في الوقت نفسه بأن جزءا من الإعلاميين العارفين بخبايا التلفزيون وبأسرار التلفزيون هم أيضا يتحملون جانبا مهما من المسؤولية في اتساع رقعة هذا المستنقع..

وأقصد هنا أولئك الذين كانوا ينتقدون التلفزيون وكانوا يهاجمون التلفزيون قبل أن يطووا صفحة النقد والهجوم بعد أن أسسوا شركات إنتاج أو اشتغلوا مباشرة مع التلفزيون..

بل إن هؤلاء “المنتجين الجدد” أصبحوا ينتجون برامج وأعمالا تلفزية هي ربما “أردأ” من تلك التي كان ينتقدونها ويهاجمونها في زمن مضى..

و”لا سامحنا” الله نحن الصحافيين، لأننا كثيرا ما نقيم الدنيا ولا نقعدها حول برلماني أو مسؤول جماعي يتقاضى تعويضا لا يتجاوز ألفين درهم في الشهر..

لكننا لا نعير أي اهتمام لمنتجين
معروفين ومعدودين على رؤوس الأصابع والذين يتقاضون المليار والمليارين في الشهر الواحد من الريع التلفزي..

أما المقابل فهو إنتاج برامج وأعمال تلفزية عنوانها العريض هو هذا “القبح” الذي يتمدد في اتجاه من “القطب” العمومي..

أذكر هنا برنامج “استانداب” نموذجا..

وفعلا، فأي برنامج هذا الذي لم يشتهر بعمل إبداعي أو ب”كوميديين” مبدعين؟

والواقع أن هذا البرنامج اشتهر بعمل عنصري وبالتنمر على الناس رغم التكلفة المالية الباهظة التي كلفتها عملية الإنتاج ورغم الأرباح الخيالية التي جنتها الشركة المنتجة..

أكثر من هذا، فهناك منتجون التهموا ميزانيات ضخمة من المال العام ولم ينتجوا للتلفزيون أي شيء..

وكل هؤلاء المنتجين أصبحوا اليوم يتنافسون ويتطاولون فيما بينهم في البنيان وفي شراء الضيعات الفلاحية وفي شراء الفيلات الفاخرة وفي شراء السيارات الفارهة وفي شراء الشقق المطلة على البحر..

وطبيعي أيضا أن يحصل هذا “الانفلات” لأن لدينا بعض المسؤولين في التلفزيون مستعدون أن يدفعوا أي شيء ومستعدون أن يلبوا أي طلب من الطلبات..

والسبب هو أنهم مطوقون بملفات غير مشمولة بالتقادم ويسهل ابتزازهم..

البعض من هؤلاء المسؤولين تلاحقهم شبهة ملفات أخلاقية وآخرون تلاحقهم شبهة تهريب العملة وشراء أكثر من شقة في كندا دون ربما علم مكتب الصرف.