; المال والسلطة – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

المال والسلطة

المال والسلطة
آذارآذار

متى بدأ هذا الجدل حول الجمع بين السلطة والمال بشكل لافت في المغرب؟

جدل “زواج” المال بالسلطة لم يبدأ مع بعض الخرجات الإعلامية التي هاجم فيها عبد الإله بنكيران حليفه الحكومي السابق ورجل الأعمال النافذ عزيز أخنوش.

كما أن جدل “زواج” المال بالسلطة لم يبدأ حتى مع تلك المقاطعة الشعبية الكاسحة التي استهدفت منتوجات محددة ضمنها منتوجات الهولدينغ العائلي “آكو” المملوك لأخنوش وآله وصحبه..

والواقع أن أول من بدأ هذا الجدل في البلاد حول الجمع بين المال والسلطة، فعليا وفي السنوات الأولى للعهد الجديد، ليس سوى مؤسسة “ميديا تروست” مع أسبوعية “لوجورنال” تحديدا.

ومن منا لا يتذكر تلك التحقيقات والملفات الصحفية والافتتاحيات المزعجة للصحافي أبوبكر الجامعي وفريق من الصحافيين الذين أنجبتهم تلك التجربة الإعلامية التي ستظل، بحق، محطة مشرقة في تاريخ البلد مهما اختلفنا معها.

وبلا شك، كان يمكن لجدل “زواج” المال والسلطة، الذي فجرته، وقتها، “لوجورنال” وسط النخب، أن ينتقل إلى فئات واسعة من المغاربة..

نعم كان ذلك ممكنا لو أن مسؤولي هذه المقاولة الإعلامية لم يربطوا هذا الجدل بالنشاط التجاري لمؤسسات سيادية لا أحد ينكر دورها الهام في استقرار السلم الاجتماعي..

أما اليوم، فجزء هام من النقاش العمومي حول المال والسلطة كله موجه ضد أسماء بعينها “تختبئ” خلف جدران السلطة وخلف المؤسسة الملكية لتراكم المال والجاه من خلال احتكار “البر والبحر والجو”.

وتوجد، في مقدمة هذه الأسماء التي تختبئ وراء جدران السلطة، أسماء كثيرة لعل أولها هو السيد عزيز أخنوش الذي يرأس اليوم الحكومة ويتحكم في أسعار كل شيء له علاقة بمعيشة المغاربة..

أكثر من هذا، فعزيز أخنوش هو أيضا اسم برمزية خاصة ويجسد، بحق، هذا “الزواج غير الشرعي” بين المال والسلطة، والمستفز لمشاعر المغاربة الذين يكتوون بنار الغلاء وبلسعات البرد مع “حكومة البرد”.

وكم يخطئ السيد أخنوش عندما يعتقد أن “الزعامة” السياسية لا تختلف في شيء عن الزعامة التجارية وربما هي أسهل منها بكثير لأن تكلفتها لا تتجاوز سوى دفاتر “شيكات”..

وطبيعي أن تكبر مثل هذه “الأوهام” في وجدان رجل ازداد وفي فمه ملعقة من ذهب خاصة عندما “أطاح” بأقوى حزب سياسي في المغرب..

كما أخطأ عزيز أخنوش عندما فهم السياسة وصراعاتها ودسائسها بلون واحد هو لون “مخطط المغرب الأخضر” الذي رفع سعر كيلو طمام من درهمين إلى 12 درهما..

أي أن الرجل توهم أن المغرب “أرض قاحلة”، وأن السماء اختارته ليحرثها طولا وعرضا بعد أن شكل حكومة على مقاسه وعلى مزاجه.

لكن أخنوش نسي الأهم، ونسي حقيقته، وهو أنه مجرد “بديل عابر” في سياق سياسي عابر..

بل إن السيد نسي أيضا أن المخزن نسق وأن هذا النسق قد يتغذى حتى من معارضيه، فكيف لا يأكل واحدا من أبنائه في “أوقات الشدة” التي تتطلب الانحياز إلى مطالب الشعب؟

اللافت أكثر، فقد توهم أخنوش أيضا أنه صاحب شرعية وأنه فعلا ربح الانتخابات السابقة وان الناس صوتوا عليه بالملايين وأن الكل معه..

وفي مقدمة هذا “الكل” هناك عقل السلطة وقلبها..

لكن زعيم الأحرار فاته أن ينتبه إلى حقيقة سوسيولوجية وهي أن السلطة بلا قلب وبلا مشاعر وتعادي الرومانسية وتكره الحب في “زمن الكوليرا”.