; مصطفى الفن يكتب: قضية المهاجرين الأفارقة.. لا للكراهية – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: قضية المهاجرين الأفارقة.. لا للكراهية

مصطفى الفن يكتب: قضية المهاجرين الأفارقة.. لا للكراهية
مصطفى الفنمصطفى الفن

لا أدري أين شاهدت عمدة الدار البيضاء وهي تتحدث في فيديو عن الهجرة والمهاجرين الأفارقة..

وأعترف، والله يشهد، بأني أعدت مشاهدة هذا الفيديو أكثر من مرة دون أن أفهم أي شيء في كلام “السيدة الأولى” لأكبر مدينة بالمغرب..

دخول وخروج في الكلام لكن دون أن تقول صاحبتنا أي شيء ينفع الناس ويمكث في الأرض..

وكم وددت لو أن عمدتنا الموقرة سارعت على الأقل إلى “التبرؤ” مما يشبه “الحملة” العنصرية المقيتة التي تستهدف المهاجرين الأفارقة الذين جاؤوا إلى بلدنا بدوافع شتى..

وأقصد هنا تلك الكلمات التي تجعل من المهاجرين الأفارقة كما لو أنهم لا ينتمون إلى فصيلة البشر وربما غير معنيين بهذه العناية السماوية:

“ولقد كرمنا بني آدم..”..

والحال أن هؤلاء المهاجرين الأفارقة إخواننا وبشر ممن خلق ولهم حقوق أدناها هو التوقف العاجل عن هذه الكراهية ضد مواطنين أجانب لأننا نحن أيضا أجانب في أوطان أخرى..

ثم إن هجرة الأوطان، بحثا عن آفاق أخرى وهربا أيضا من أجواء الحرب والجوع والخوف من المجهول، هو طموح وحق إنساني مشروع وله تشريع أممي خاص..

نعم إن الهجرة بهذا البعد وليست جريمة حتى نرد عليها ببعض السلوكات العنصرية التي لا تليق ببلد عريق وأصيل ومضياف مثل المغرب..

ثم علينا أن نعترف بأن الظروف التي يقضي فيها هولاء المهاجرون الأفارقة لياليهم على سكة الترامواي بطريق أولاد زيان هي ظروف تضع بلدنا في قفص الاتهام..

لماذا؟

لأن مسؤولي العاصمة الاقتصادية للمغرب عجزوا أن يوفروا لهؤلاء المهاجرين الأفارقة حتى مجرد مرحاض عمومي يستر حميمية بشر ويحمي كرامة وآدمية بشر..

أقول هذا ولو أن مسؤولية مسؤولي الدار البيضاء ثابتة في ضرورة توفير التطبيب والأكل والشرب والمأوى لشباب أفارقة بينهم أطفال ونساء لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم فروا من بلدانهم للحلم بحياة أفضل..

بقي فقط أن أقول:

لا أنصح أحدًا من أصحاب القلوب الهشة بالمرور ليلا عبر طريق أولاد زيان بهذه المدينة العملاقة..

لا أنصح بذلك لأنكم سوف تصدمون بمشاهد مرعبة توحي كما لو أن بلدنا دخل في حرب وضربته مجاعة غير مسبوقة..

ولأنكم سترون جيوشا من الأفارقة وهم ينامون على الأرض وفي العراء على طول سكة “الترامواي” في ظروف صعبة وغير لائقة وغير إنسانية تنسف كل المجهودات التي بذلها بلدنا في الاهتمام بعمقه الإفريقي.