رئيس جهة غادر شقته واكترى لنفسه فيلا من المال العام
عاش المغاربة أمس فرحة شعبية واستثنائية عقب تأهل المنتخب الوطني للدور الموالي من منافسات “المونديال” التي تحتضنها قطر الشقيقة..
لكن الذي هبط لي شخصيا “المورال” إلى الحضيض وكدر علي فرحتي بفوز “أسود الأطلس” هو اتصال هاتفي فهمت من مضمونه أن عندنا رئيس جهة بالمغرب ليس له أي ذرة من “كبدة” على المال العام..
ففي الوقت الذي تخوض الدولة بكل قطاعاتها الوزارية معركة حقيقية مع المحامين من أجل 100 درهم..
ها نحن نفاجأ بأن رئيس هذه الجهة لا سامحه الله غادر شقته الصغيرة واكترى لنفسه فيلا ب8 ملايين سنتيم في الشهر الواحد من ميزانية الجهة..
الخطير في الأمر هو الحديث أيضا عن تأثيث “مفترض” لهذه الفيلا، التي تشبه قصرا من قصور ألف وليلة، من طرف شخص حصل ربما على صفقة من صفقات الجهة..
لكن لماذا اختار المعني بالأمر السكن بفيلا فاخرة لا يملكها حتى رؤساء دول أوربيون بدل البقاء في شقته المؤثثة هي بدورها أثثت في ظروف غامضة من طرف رواد الصناعة التقليدية بالبلد؟
التبرير المضلل الذي أعطي في هذه النازلة هو أن شقة سعادة رئيس الجهة “غير المحترم” شقة صغيرة ولا تناسب قيمة الضيوف الذين يزورونه..
لكن ما هو مؤكد في هذا المنحى هو أن رئيس الجهة المعني بالأمر معروف لدى الخاص والعام أن شقته لا يدخلها ضيف من الضيوف..
الحالة الوحيدة التي يستقبل فيها المعني بالأمر ضيفا من الضيوف في شقته هي أن يتكفل هذا الضيف بأداء مصاريف العشاء..
وهذا معناه أن الفيلا الجديدة لصاحبنا ستتحول ربما إلى فضاء لغداءات وعشاءات ممولة من المال العام في ظرفية عصيبة سمتها الغلاء المشتعل في كل شيء..
أما مكتب الجهة والحلفاء في الجهة ومستشارو الجهة فقد التزموا صمت القبور في انتظار “الحق” من الكعكة الجاري تقسيمها تحت هذا الشعار:
“استفاد.. يستفيد.. سوف يستفيد”..
آه، نسيت أن أقول إن هذه “المجزرة” التي ارتكبها هذا الرئيس الجهوي في المال العام لا يمكن أن يقوم بها إلا أحمق أو شخص “شاري الطريق”.