عندما يتحول الإنتاج التلفزي إلى “ريع تلفزي”
أمامي الآن بعض الوثائق المتعلقة بالإنتاج التلفزي..
وأنا أقرأ هذه الوثائق، شعرت بوخزة الضمير لأننا نحن الصحافيين كثيرا ما ننتقد برلمانيا يتقاضى ثلاثة ملايين ونصف المليون في الشهر..
لكننا ننسى أن بعض المنتجين يتقاضون المليار والمليارين في أقل من شهر مقابل إنتاج برامج ومسلسلات تلفزية عنوانها العريض هو “التفاهة” بكل أركانها..
المثير أيضا أن نفس الشركات ونفس الأسماء ونفس الديناصورات هي التي تحتكر هذا “الريع التلفزي” الذي يبيض ذهبا وضعيات وفيلات وعمارات وشققا فاخرة مطلة على البحر..
لكن كيف تمكن أصحاب هذه الشركات من احتكار هذه “الكعكة” من المال العام لوحدهم دون غيرهم؟
لا أعرف..
لكن ما هو مؤكد هو أن هؤلاء المنتجين “المحظوظين” أصبحوا يجمعون بين الإنتاج التلفزي وبين الصحافة وبين شبهة تنازع المصالح وبين الابتزاز أيضا..
وطبيعي أن يحصل هذا الانفلات لأن لدينا مسؤولين في التلفزيون العمومي عمروا طويلا ومطوقون “ربما” بملفات غير مشمولة بالتقادم ومستعدون أن يبددوا المال العام مقابل النجاة بجلودهم.