الخبر من زاوية أخرى

لماذا “غاب” وهبي عن مؤتمر المحامين بالداخلة؟

لماذا “غاب” وهبي عن مؤتمر المحامين بالداخلة؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

لماذا “غاب” وهبي عن مؤتمر المحامين بالداخلة؟
تحدثت أمس إلى وزير العدل السيد عبد اللطيف وقلت له مازحا لكني لم أقل إلا حقا:

“السيد الوزير، المفروض أن تكون الآن في مدينة الداخلة لأن هناك مؤتمرا للمحامين المغاربة وأنت محام ووزير ووجهت إليك دعوة من أجل الحضور”..

فماذا كان رد الوزير؟

لقد فهمت من رده أن هذا الغياب عن مؤتمر الجمعية راجع إلى أسباب موضوعية ارتبطت بزيارة رسمية قادته إلى خارج المغرب..

لكن الوزير “حضر” أشغال هذا المؤتمر من خلال رسالة يمكن اعتبارها “خارطة طريق” نحو حل كل الخلافات الحاصلة بين المحامين وبين الوزارة الوصية..

لماذا؟

لأن هذه الرسالة لم تنتصر لقيمة “الحوار البناء” كوسيلة راقية لحل هذه الخلافات فحسب..

رسالة الوزير ذهبت أبعد من ذلك ودفعت في اتجاه تأكيد جاهزية الوزارة لتبني مقاربة تشاركية قوامها المسؤولية والحزم والثقة المتبادلة لمناقشة كل شيء..

نعم مناقشة كل شيء ليس فقط ما له صلة بمشاريع القوانين التي تهم ممارسة مهنة المحاماة وإنما مناقشة حتى سبل تطوير الترسانة التشريعية التي تهم البلد أيضا..

لكن دعونا نفترض أن وزير العدل “مخطئ” وأن رسالته لا تستحق أن تقرأ على الحاضرين..

ودعونا نفترض أيضا أن الوزير فوزي لقجع هو بدوره “مخطئ” ولا يستحق أن نجالسه أو نتحدث إليه..

كما لا بأس أن نفترض أيضا أن الجلوس إلى رئيس الحكومة نفسه لم يعد يجدي نفعا..

لكن ماذا فعل ضيف كبير وجهتم إليها دعوة ليلقي كلمة فإذا بالبعض منكم يمنعه حتى من الكلام في جلسة افتتاحية حضرها ضيوف أجانب من كل فج عميق؟

وحسنا فعل وزير العدل عندما لم يحضر مؤتمر الجمعية لأن هذا “البعض”، الذي منع نائبا للملك في المجلس الأعلى للسلطة القضائية من الكلام، كان من الممكن أن يفعل ربما ما هو “أشنع” من ذلك.