الخبر من زاوية أخرى

لماذا عين الشيخ المالكي على رأس مؤسسة لإصلاح التعليم؟

لماذا عين الشيخ المالكي على رأس مؤسسة لإصلاح التعليم؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

عين الملك محمد السادس اليوم الحبيب المالكي على رأس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي خلفا للمستشار الملكي عمر عزيمان..

فماذا يعني تعيين شيخ يطل على 100 عام من العمر على رأس مؤسسة استراتيجية معنية بتأمين تعليم جيد لملايين الاطفال والشباب لبلد بكامله؟

لا خلاف في أن الصفة الأكاديمية والعلمية للحبيب المالكي كأستاذ جامعي في الاقتصاد هي صفة ثابتة ومؤكدة ولا تشوبها شائبة..

ولا خلاف أيضا أن هذا التعيين فيه تأكيد على أن الثقة الملكية متواصلة في الحبيب المالكي كواحد من خدام الدولة وليس كقيادي في حزب الاتحاد..

كما أن هذه الثقة الملكية لم تبدأ مع العهد الجديد ومع محمد السادس وإنما بدأت مع الراحل الحسن الثاني رحمه الله..

وأقصد هنا تعيين الحبيب المالكي في بداية التسعينيات على رأس مجلس وطني للشباب والمستقبل..

لكن هذا لا يمنع من طرح بعض التساؤلات من غير تفريط في الأدب اللازم للقرارات الملكية التي قد تبنى على معطيات لا علم لنا بها..

وفعلا ينبغي الاعتراف بأن الحبيب المالكي مر من مناصب وزارية هامة لكن الرجل لم يترك خلفه أي بصمة تذكره لا بالخير ولا بالشر..

الحبيب المالكي مر من وزارة التعليم ومر من وزارة الفلاحة وعمر طويلا في مجلس النواب قبل أن يترأسه، فما الذي يسجل التاريخ لهذا الرجل في سلة الإنجازات؟

لا شيء تقريبا حتى لا أقول إن السيد يستحق جائزة نوبل في الفشل..

كما أن الحبيب المالكي كان له دور “هام ومهم” في تدمير البنيان المرصوص لحزب القوات الشعبية..

الشيء الوحيد الذي نجح فيه ربما هذا الكائن الريعي والعاشق ل”الشوكولة” من “ظهر القايد”هو أنه وفر لابنه طارق تعليما جيدا ورفيعا..

لكن ما المطلوب اليوم من الحبيب المالكي بعد أن حظي بالثقة الملكية من جديد وعين رئيسا للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؟

المطلوب من المالكي اليوم هو أن ينجح أيضا في توفير تعليم جيد لجميع أبناء المغاربة وليس تعليما نخبويا لا مكان فيه لأبناء الفقراء..

وحتى لا أنسى أيضا، المالكي محكوم عليه اليوم بالنجاح في تدبير هذا القطاع الحساس الذي لا تصلح الأمم والشعوب إلا بإصلاحه وبصلاحه.