مصطفى الفن يكتب: حتى لا يتحول هاشتاغ افتراضي الى واقع عنيد
أحداث كبيرة غيرت مجرى التاريخ لكنها ابتدأت بأحداث صغيرة جدا جدا..
وحرب داحس والغبراء، التي استمرت 40 سنة، كانت شرارتها الأولى بسبب سباق تافه بين فرسين..
وقع هذا في العصور الغابرة من تاريخ العرب..
أما اليوم، فإن احتجاجات الربيع العربي، التي أطاحت بأقوى الأنظمة السياسية في الوطن العربي فقد بدأت بمجرد تدوينات على الفايسبوك..
وأنا أذكر بهذا، لأنه واهم من يعتقد أن هناك سلم “ريشتر” متحكما فيه يمكن أن نقيس به “قوة الشارع”..
“قوة الشارع” لا تتحكم فيها إلا قوة واحدة ووحيدة وهي القوة الإلهية..
كما أني أذكر بهذا، لأن الهاشتاك، الذي يكتسح حاليا مواقع التواصل الاجتماعي والمطالب برحيل عزيز أخنوش على خلفية هذا الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات، لم يعد اليوم مجرد تدوينة في عالم افتراضي..
إن الأمر أكبر من ذلك بكثير حتى لا أقول إن هذا الهاشتاك يتجه ربما ليصبح بعمق شعبي ممتد في كل اتجاه وربما يصبح مفتوحا على المجهول أيضا..
فما العمل إذن والحالة هذه؟
المستقبل علمه عند الله..
لكن حاضر الأشياء يفرض على حكومة السيد أخنوش أن تتعامل بالجدية وبالعقل وبالمعقول أيضا..
والأفق هو البحث عن إجراءات عاجلة وعملية للتخفيف من لهيب هذا الغلاء الذي اشتعل في كل شيء..
أما التعامل ببعض اللا مبالاة أو ببعض الاستعلاء مع مطالب عادلة وشرعية ومشروعة فقد يحول مضمون هذا الهاشتاك الافتراضي إلى واقع عنيد وربما خارج السيطرة.