مصطفى الفن يكتب: هل تأخر نزار في قلب الطاولة على ولد الرشيد؟
لم يتحدث النعم ميارة في خروجه الإعلامي الأخير كعضو في اللجنة التنفيذية أو كقيادي في حزب الاستقلال فحسب..
ميارة تحدث أيضا في هذه الخرجة الإعلامية كآمر بالصرف وتحدث كأمين عام وتحدث كحاكم جديد لحزب الاستقلال..
أمًا نزار بركة، بالنسبة إلى ميارة، فليس أمينًا عاما وليس مؤسسة بل هو مجرد جزء من قيادة الحزب ونقطة إلى السطر..
ميارة تحدث أيضا بنبرة لا تخلو من وعيد وتهديد بقرب انجلاء الغبار ليعرف الناس الفرق بين الفرس والحمار..!..
أكثر من هذا، ميارة تحدث أيضا بنفسية فيها منسوب عال من الاستعلاء وفيها تطاول على الأمين العام الذي كان دائما شخصية محورية وبوضع اعتباري خاص في تاريخ الحزب..
لكن من الطبيعي أن يقع هذا الهوان لأن نزار يتحمل المسؤولية في هذه “البهدلة” التي تعرض لها نزار نفسه على مرأى ومسمع من الاستقلاليين ومن الرأي العام أيضا..
نعم إن الأمر كذلك لأن نزار لم يمارس صلاحياته وربما تأخر كثيرا في قلب الطاولة على خصم حقيقي من داخل الحزب وليس من خارجه..
وأنا أقول بهذا لأن نزار لم يستحضر أن الاستقلاليين ربحوا معه “نقاطا هامة” أصبح معها حزب علال الفاسي في الواجهة وأصبح أيضا جزءا من “المعادلة” السياسية بالبلد.
كما يحسب أيضا لنزار أنه استطاع، ولو في حدود، أن يضع حزبه في قلب كل المؤسسات الدستورية وغير الدستورية…
لكن كل هذه الإنجازات والمكاسب ستظل بلا مفعول وبلا وزن وبلا قيمة مضافة إذا لم يمر نزار، ولو بدافع “ابسيكولوجي”، إلى خوض المعركة الأهم.
وأقصد هنا المعركة مع تيار آل ولد الرشيد الذي يريد ربما أن يسود ويحكم في حزب الاستقلال بأعمال “البلطجة” وبأي ثمن وبلا شرعية خارجة من صناديق الاقتراع..
وظني أن نزار لا زال ربما يتصرف إلى اليوم بنفسية المدين في وصوله، لرئاسة الحزب، إلى تيار حمدي ولد الرشيد..
رغم أن كل هذا أصبح اليوم في حكم الماضي..
فيما الحاضر يفرض على نزار أن يأخذ الكتاب بقوة لاستعادة المبادرة حتى لا يظل الحزب يسير برأسين وبتوقيتين أيضا:
توقيت يستحضر معطيات وطنية في إدارة الحزب..
وتوقيت ثان يريد تسيير حزب لكن بمعطيات محلية محدودة في جزء من جغرافية الوطن.
وهذا وضع تنظيمي وسياسي “شاذ” وغير مقبول من حزب كبير ولعب ادوارا سياسية كبيرة في تاريخ المغرب.