مصطفى الفن يكتب عن “إشارات” التعزية الملكية في وفاة والد الوزير السابق اعمارة
قبل بضعة أسابيع، بعث الملك محمد السادس برسالة تعزية إلى قيادي البيجيدي والوزير السابق في النقل والتجهيز عبد القادر اعمارة في وفاة والده..
ولم تمر هذه التعزية الملكية دون أن تثير بعض التساؤلات على هذه الشاكلة:
لكن ما الداعي إلى تعزية وزير سابق لم يعد له أي دور في الحياة العامة..
ولم يعد له حضور سياسي من أي موقع وطواه النسيان ولم يعد شيئا مذكورا..
وربما لم يعد له انتماء سياسي حتى للحزب الذي استوزر باسمه أكثر من مرة؟
بل إن اعمارة في نسخته الحالية صار ربما أقرب إلى حزب الأحرار..
وصار أقرب إلى عزيز أخنوش منه إلى البيحيدي أو إلى بنكيران..
وإذا كان صحيحا أن التعزية الملكية في وفاة والد اعمارة لها دوافع إنسانية صرفة..
لكن في الوقت نفسه علينا ألا ننسى ألا شيء في دار المخزن متروك للصدفة..
أقصد أن كل شيء في هذه الدار يجري بحسبان مثلما يجري الشمس والقمر..
وظني أن هذه التعزية قد لا تخلو من “إشارات سياسية”..
وفي مقدمة هذه “الإشارات” أن قوس إدماج الإسلاميين في المؤسسات الرسمية للبلد لم يغلق كما قد يفهم البعض من انتخابات الثامن من شتنبر..
لكنه قوس مفتوح “ربما” برؤية أخرى وبأفق آخر غير الأفق الذي ساد من قبل طيلة عقد من الزمن أو أكثر..
كما أن هذا الأفق قد يضيق أو يتسع تبعا للسياق السياسي الذي قد يفرض أحيانا أن يحتاج الوطن إلى “بعض” إسلامييه لكن ليس بالضرورة كحزب..
بل قد يحتاجهم ربما كأفراد أو كمنضوين في مبادرات وهيئات مدنية أخرى مستقلة ببعد سياسي..
أما الحزب فقد “تدكدك وسقط من الطابق ال17..”، بتعبير بنكيران نفسه..