مصطفى الفن يكتب عن رسائل العفو الملكي على 29 سلفيا
بلغ عددٍ السجناء السلفيين، الذين استفادوا من العفو الملكي بمناسبة عيد الفطر، 29 سلفيا..
وكان من ضمن المفرج عنهم كل من رشيد العروسي الغريبي..
وصالح زارلي..
ومصطفى التاقي..
وخالد النقيري..
وعدنان رفيق..
وسعيد أكمير..
وعبد الرزاق فوزي..
وعبد الكبير الكتبي..
وهذه مناسبة لأقول إن العفو الملكي على 29 سلفيا لا ينبغي أن يمر في صمت كما لو أنه “لا حدث”..
والواقع أن العفو الملكي على هذا العدد من السلفيين هو حدث غير عادي ويفرض أن نتفاعل معه تفاعلا إيجابيا..
كما أن هذا العدد مهم ودال إذا ما استحضرنا هويات المستفيدين من العفو..
وأيضا إذا ما استحضرنا خطورة الأفعال والجرائم الثقيلة التي أدين بها هؤلاء السجناء..
وأيضا إذا ما استحضرنا ربما حتى المجهودات التي تبذلها الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في دفع السلفيين إلى الاعتدال وإلى تبني التدين الوسطي..
كما أن العفو الملكي على هذه العينة من السجناء له رسالة أولى مفادها أن الوطن لا يضيق بمواطنيه مهما أخطؤوا في حقه..
أما ثاني الرسائل فهي أن الوطن حتى وإن بدا قاسيا في بعض الأحيان فإنه سرعان ما ينتصر للرحمة وللصفج الجميل حتى مع وجود تهم ثقيلة كالإرهاب والتطرف..
لكن ما الذي تبقى الآن بعد هذا القرار الملكي النبيل والحكيم تجاه سلفيين قضى معظمهم أكثر من 19 أو 20 سنة في السجون؟
نعم هناك خطوة هامة ينبغي أن تقوم بها حكومة السيد عزيز أخنوش..
إنها الخطوة المتعلقة بضرورة إدماج هؤلاء السلفيين المفرج عنهم في المجتمع وفي الحياة وفي سوق الشغل..
أقول هذا لأن الإفراج صحيح مهم جدا لكنه سيعطي أكله وسينفع الناس والوطن وسيمكث في الأرض إذا ما أرفق مع الإدماج..
لماذا؟
لأننا بكل بساطة سنحمي هؤلاء السلفيين الذين قضوا هذه الفترات الطويلة خلف القضبان من التنظيمات الداعشية المتطرفة التي ستعمل كل ما وسعها لاستعادتهم من جديد..
وهذه الفرضية غير مستبعدة حتى وإن كان هؤلاء المفرج عنهم قاموا بمراجعات فكرية ونبذوا العنف والتطرف وأعلنوا تشبثهم بثوابت الأمة..