الاتحاد الاشتراكي.. مكتب سياسي برقم من أرقام “غينيس”
لا أدري هل أضحك أم أبكي وأنا أحصى منذ يومين عدد أعضاء المكتب السياسي لحزب القوات الشعبية؟..
لقد أحصيت أكثر من 54 اسما دون ان أعرف منهم سوى أسماء قليلة أقدرهم شخصيا وتربطني ببعضهم صداقات متينة..
فأن يكون 54 عضوا في مكتب سياسي فهذا معناه أن الكاتب الأول للاتحاد مطالب بأن يعقد اجتماعات هذا المكتب بملعب الأمير مولاي عبد الله وليس بمقر الحزب..
لماذا؟
لأنه لا وجود ربما لمائدة مستديرة ب54 كرسيا داخل مقر الاتحاد قادرة على احتضان كل هذا العدد الكبير من الأعضاء..
ثم كم سيكلف اجتماع واحد من اجتماعات المكتب السياسي من الوقت ومن الجهد إذا تحدث كل عضو من هؤلاء الأعضاء 20 دقيقة أو نصف ساعة؟
بل إن بعض الاتحاديين أصبحوا يتندرون بهذا الرقم ويقولون إن المكتب السياسي الحالي هو أول مكتب سياسي فيه تمثيليات جميع الأحزاب بالمغرب..
والمقصود هنا وجود أعضاء بالمكتب السياسي لهم تجربة نضالية سابقة في البام والأحرار وأحزاب أخرى..
وظني أن المشكل ليس في الكاتب الأول للاتحاد وحده..
المشكل ربما حتى في ذاك الاتحادي الذي يقبل بالعضوية في مكتب سياسي بهذا الرقم من أرقام “غينيس”..
مكتب سياسي بهذا الرقم الكبير وفيه المالكي وابنه يمكن أن يكون في حالة واحدة وهي أن تكون البلاد في حرب والعدو الخارحي قد اقترب من زنقة العرعار..
صحيح أن الكاتب الأول للاتحاد يقول إنه سيدبر شؤون الحزب ليس بالمكتب السياسي وإنما بسكرتارية وطنية مصغرة تابعة له..
وقال الكاتب الأول أيضا إنه قريبا سيعلن عن هذه السكرتارية الوطنية..
ومع ذلك، يبقى رقم 54 عائقا حقيقيا لأي اشتغال سلس لمؤسسات حزب كان دائما رقما صعبا في المعادلة السياسية بالبلد..