مصطفى الفن يكتب عن الصفقات الغامضة داخل وزارة السياحة
أعترف أني ذهلت وأنا أقرأ هذه الأخبار حول هذا “السخاء المالي” الذي بدأت تنفجر “فضائحه” وصفقاته الغامضة تباعا من داخل مكتب وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور في عز هذه الظرفية الصعبة التي تجتازها البلاد..
وقع كل هذا “الانفلات المالي” حتى قبل أن يتم تشغيل أي عاطل في إطار هذا البرنامج الحكومي المعروف ب”فرصة”..
شخصيا لم أفهم كيف أن وزيرة لم تجد أي حرج في توزيع أو بالأحرى في تبديد مبالغ مالية فلكية على مكاتب دراسات بسمعة سيئة عابرة للحدود وربما بعضهم له ملفات لازالت رائجة إلى حد الآن أمام المحاكم..
بل إن صاحبة مكتب دراسات، من هذه المكاتب التي استفادت تحت الطاولة من أموال “فرصة” السائبة، لها سوابق بتهم ثقيله فيها التزوير واستعماله وفيها انتحال صفة ينظمها القانون..
كما أني لم أفهم أيضا كيف أن السيد عزيز أخنوش أسند هذا البرنامج بهذه الملايير الطائلة إلى سيدة كل إنجازاتها أنها مرت من “آكوا” لكن بمهام صغيرة يمكن أن يقوم بها أي مستخدم عادي..
ثم إن السيد عزيز أخنوش يعرف جيدا أن هذه الوزيرة، التي أسند إليها هذا البرنامج الحكومي، كانت في حالة سبات شتوي طويل ولا ترى المغرب إلا بنظارات “ماكينزي”..
وأقصد هنا أن السيدة عمور لم تعد تزاول أي نشاط وربما أي مهنة منذ قرابة عقد من الزمن ومنذ أن غادرت المغرب إلى الليكسمبورغ..
وظني أن إبقاء هذا البرنامج، الذي يعول عليه آلاف العاطلين من الشباب، بيد السيدة عمور هو مغامرة قد يعقبها إحباط جماعي كبير..
لماذا؟
لأن السيدة عمور قد تكون مهندسة غير ممارسة لكنها بسيطة جدا جدا وبصفر تكوين سياسي وليس بينها وبين إدارة البشر إلا الخير والإحسان..
بقي فقط أن أقول للسيد عزيز أخنوش إن هذه الأموال السهلة التي توزع يمينا وشمالا على الأصدقاء والمقربين هي في نهاية المطاف أموال هذا الشعب..
فرجاء، السيد رئيس الحكومة، لا تؤتوا “السفهاء” أموالنا لأني أخشى عليك من أن يتحول برنامج “فرصة” إلى مجرد نسخة مكررة من فضيحة “النجاة” التي وقعت في عهد عباس الفاسي..