مصطفى الفن يكتب: عندما تتأسس شركة وفي فمها صفقات كثيرة
لا يمكن أن تمر من شارع من شوارع الدار البيضاء دون أن تصطدم عيناك باسم شركة “محظوظة” حتى ليخيل إليك أن هذه الشركة ولدت وفي فمها صفقات كثيرة..
وأقصد هنا شركة مكلفة يالأشغال وبتهيئة الطرق والأزقة والأحياء وبتهيئة كل شيء يتحرك فوق هذه المدينة العملاقة..
شخصيا كثيرا ما قلت في نفسي:
“وش كاينة غير هاذ الشركة في الدار البيضاء زعما.!”…
ولم أكتف بهذا، بل بحثت عمن يكون صاحب هذه الشركة ومن هم المساهمون فيها؟
فماذا وجدت؟
لقد وجدت أن هذه الشركة تأسست وفي رأسمالها قرابة 7 ملايير سنتيم، فيما مقرها المركزي يوجد بحد السوالم..
أما المدير لهذه الشركة فهو مغربي يختبئ خلف مستثمر أجنبي لكنه يحمل نفس الاسم العائلي لوال سابق بالدار البيضاء طرده جلالته حفظه الله ببلاغ من الديوان الملكي..
كما وجدت أيضا أن هذه الشركة حصلت على مشاريع وصفقات في عهد هذا الوالي السابق نفسه..
وليس هذا فحسب، فقد وجدت أيضا أن هذه الشركة تحتل مساحات شاسعة من أراضي مملوكة للدولة والجماعة وذلك لتضع فوقها معداتها وآلياتها بالمجان دون أن تسأل من طرف السلطات المحلية..
أكثر من هذا، فهذا الوالي السابق هو أيضا متهم بأنه المسؤول المباشر عن تفويت أرض تساوي الملايير إلى زميله في الحزب بالمجان تقريبا..
واتخذت تقنية التفويت بعض الاستفزاز وبعض الاستغباء أيضا لعقول الناس..
ذلك أن هذه الأرض التي توجد في أرقى منطقة بالدار البيضاء لم تفوت في البداية مباشرة إلى هذا المسؤول السياسي من الأحرار..
بل إنها فوتت في البداية إلى الكاتبة الخاصة لهذا المسؤول السياسي ثم إلى زوجته قبل أن تقوم الزوجة فيما بعد بإهداء هذه الأرض إلى زوجها العزيز في شكل “صدقة”..
صحيح أن الهدايا والهبات والصدقات مطلوبة بين الأزواج..
وصحيح أيضا أن الله تعالى قال:
“إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم..”..
لكن هل تجوز الصدقة من المال العام؟
لا أعرف..