لماذا لم يدافع مناضلو البيجيدي عن حكومة العثماني؟
ظلت قيادة العدالة والتنمية تقريبا شبه معزولة من طرف مناضلي الحزب ومنتخبيه وبرلمانييه وبعض وزرائه طيلة الولاية الحكومية لسعد الدين العثماني..
بل إن بعض مناضلي البيجيدي كانوا أقسى انتقادا لحكومة حزبهم ولقادة حزبهم ولأمينهم العام مقارنة بالانتقادات التي صدرت عن خصوم الحزب.
ويمكن أن أضيف أيضا أن الكثير من مناضلي الحزب كانوا يتعاملون كما لو أن حكومة العثماني لا تمثلهم ولا يقودها حزبهم..
أكثر من هذا، فحتى برلمانيو البيجيدي بغرفتي البرلمان كثيرا ما تمردوا على قرارات الأمانة العامة ورفضوا في أكثر من مناسبة أن يصوتا على مشاريع قوانين جاءت بها حكومة حزبهم ووزراء حزبهم..
وفعلا فقد ساد الاعتقاد في وقت من الأوقات أن البيجيدي حزب سياسي لكن بقيادة لا تطاع ولا رأي لها ولا سلطة لها على مناضلي الحزب.
لكن ما أن اقتربت استحقاقات الثامن من شتنبر حتى خرج كل وزراء البيجيدي وخرج كل برلمانييه ومنتخبيه من تحت الأرض ليدافع كل واحد منهم عن حصيلته الشخصية وعن إنجازاته الشخصية وعن أدائه الشخصي كما لو أنهم لا منتمون ولم يقودوا حكومة لخمس سنوات كاملة ..
لكن هذا الدفاع عن الحصيلة وعن الإنجازات الشخصية لم يكن له أي مفعول على الأرض لأنه جاء في الوقت الميت وجاء بعد خراب العمران.