البيجيدي.. هذا ما جرى في دورة استثنائية ل”برلمان” الحزب الإسلامي
انتهت دورة المجلس الوطني الاستثنائي لحزب البيجيدي الذي انعقد أمس بأهم قرار والباقي يظل مجرد تفاصيل صغيرة.
والقرار الأهم الذي انبثق عن هذه الدورة هو انتخاب لجنة تحضيرية ورئيس لمؤتمر وطني استثنائي ينتظر أن ينعقد نهاية أكتوبر المقبل.
أما القيادة الحالية للحزب فهي مجرد قيادة لتصريف الأعمال في انتظار تسليم المفاتيح إلى قيادة جديدة.
وكان لافتا للانتباه أن العديد من الأسماء البارزة في الحزب اختارت أن تتابع أشغال هذه الدورة عن بعد ومن وراء شاشة الحاسوب دون أن تعلن عن أسمائها أو تسجل حضورها.
أما عدد المتدخلين في هذه الدورة فقد تجاوز 150 متدخلا كلهم كانوا تقريبا مع وحدة الحزب وضد الانشقاق أو تأسيس حزب جديد.
بعض المتدخلين من قياديي البيجيدي دفعوا في اتجاه تبرئة الذات وتبرئة القيادة الحالية للحزب مما وقع في هذا الاستحقاق الانتخابي مع التصريح أو التلميح إلى أن العملية الانتخابية “مزورة”.
بل إن الوزير السابق لحسن الداودي ذهب بعيدا ولمح إلى “أن ما وقع في هذه الانتخابات هو عقاب من الدولة لأن قيادة الحزب رفضت أن يكون تسيير الشأن المحلي بالرباط بإشراف مباشر من المشور..”.
ومع ذلك ينبغي أن نسجل ملاحظة هامة وهي أن بعض شباب الحزب كانوا أنضج وأعقل من الشيوخ والآباء المؤسسين ل”الحزب الإسلامي”.
بل إن هؤلاء الشباب انتفضوا ضد الدفع في اتجاه اتهام الدولة ب”تزوير الانتخابات” لأن ما وقع وقع و”البكاء من وراء الميت خسارة”.
ثم إن هذا الاتهام، في نظر هؤلاء الشباب، لم يعد له أي معنى بعد خراب مالطا وسوف يسيء إلى البلد وإلى الحزب أيضا.
أما البيان الختامي للمجلس الوطني، الذي كان محط خلاف بين أعضاء المجلس وانسحب السكال وماء العينين من لجنة صياغته، فلن يخرج ربما مضمونه عن بعض العبارات التي تكررت كثيرا في تصريحات بعض قادة الحزب:
“نتائج الانتخابات غير مفهومة ولا تعكس الخريطة السياسية ولا الوزن السياسي للحزب..”.
أما أنا فقد بدا لي كل شيء مفهوم وواضح:
الانتخابات مفهومة والهزيمة مفهومة والأسباب مفهومة.
وحدها هذه القيادة الحزبية التي بدت لي ربما غير مفهومة وتقول كلاما “غير مفهوم”.
ومن غير المستعبد أن تكون قيادة الحزب تصرفت على هذا الشكل غير المفهوم بعد أن بدا لها اليوم و”عن قرب” أن دورة هذا المجلس كرست ربما بنكيران قائدا وحيدا للحزب في المرحلة القادمة.
أما العثماني والرباح ويتيم والداودي والحقاوي.. فقد بعدت الشقة بينهم وبين بنكيران ووارد جدا أن يتكتلوا مستقبلا في “مبادرة مدنية” لازالت ملامحها لم تتضح بعد.