الـ”OCP”.. مؤسسة بجيش عرمرم من المستشارين في التواصل لكنها لا تتواصل
أعود مرة أخرى للحديث ولو باقتضاب عما يجري داخل مؤسسة من المؤسسات الاستراتيجية للبلد.
أقصد هنا مؤسسة ال”OCP” التي يسوقها الإعلام “كله على بعضه” كما لو أنها مؤسسة ناجحة ومربحة وتدبر بطريقة حديثة وشفافة وعقلانية..
والحقيقة أن هذا الكلام مبالغ فيه بعض الشيء وربما منفوخ فيه حتى لا نقول شيئا آخر..
والمؤكد أن هذه المؤسسة تشبهنا لأنها جزء من واقع مغربي وهي أيضا تسير بطريقة مغرقة في “التقليدابنة” والبروقراطية..
ويكفي أن السيد الرئيس المدير العام لهذه المؤسسة يحتكر كل شيء ويخنق كل شيء ويقرر في كل شيء ويستشار في كل شيء لا تجوز فيه الاستشارة..
ولاحظوا كيف أن مؤسسة ال”OCP” هي ربما المؤسسة الوحيدة التي شغلت، بمسطرة غير شفافة، جيشا عرمرما من المستشارين في التواصل بأجور تفوق أجور الوزراء..
مؤسسة ال”OCP” فعلت كل هذا رغم أنها ليست في حاجة أصلا إلى هولاء المستشارين في التواصل..
والدليل على ذلك هو أنها لا تتواصل معهم ولا تستشيرهم في أي ملف أو في أي قضية اهم التواصل أو غير التواصل..
فعن أي تواصل تتحدث مؤسسة ال”OCP” في الوقت الذي قطعت صلتها بالعالم الخارجي وأًوقفت مشاريع بدون علم عملائها من بعض الشركات التي استثمرت ملايير السنتيمات في هذه المشاريع المتوقفة منذ أكثر من سنة.
وعندما يتصل أصحاب هذه الشركات ليسألوا عن مصير اتفاقياتهم وعن مصير الأموال التي استثمروها في مشاريعهم المتوقفة فإن بعض مسؤولي ال”OCP” يردون عليهم بهذه اللازمة:
“هذا ليس من صلاحياتنا وغير مخول لنا بالجواب عن أسئلتكم”.
واحدة من هذه الشركات، التي استثمرت ما يفوق 40 مليار سنتيم اتصلت بمسؤول من ال”OCP” لعلها تعرف هل يمكنها أن تواصل في الاستثمار أم تتوقف؟
فماذا كان رد مسؤول ال”OCP”؟
لقد أغلق هاتفه بتقنية “البلوك” على صاحب هذه الشركة الذي يخشى الآن أن يقال له بعد خراب مالطا:
“اسمح لينا عفاك راه ال”OCP” مبقاتش غادية تكمل هاذاك المشروع…”.
وفعلا هذا وارد جدا وليذهب الجميع الى الجحيم مادام السيد الرئيس المدير العام لن يخسر أي شيء لأنه يتقاضى راتبا من المال العام يفوق راتب رئيس دولة..
بقي فقط أن أقول:
وأنا أتصفح لائحة المستفيدين من مأذونيات النقل، وجدت اسم سيدة تستفيد من مأذونيتي نقل تذران عليها راتبا ماليا محترما..
لمن اللافت للانتباه هو أن هذه السيدة تحمل نفس الاسم لقريبة جدا جدا من السيد الرئيس المدير العام لمؤسسة ال”OCP”.
أتمنى أن يكون تشابه هذين الاسمين من وحي الصدفة لا غير..