الخبر من زاوية أخرى

الإعفاء ليس خبرا

الإعفاء ليس خبرا
مصطفى الفنمصطفى الفن

لا أزعم أني أعرف جيدا السي (م.ف) الذي أعفاه الملك محمد السادس قبل يومين أو ثلاثة أيام من مهامه على رأس المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

لكن ظني أن الخبر ليس هو الإعفاء وإنما الخبر هو ربما كيف “عمر” الرجل طويلا على رأس جهاز حساس هو أساس الحكم والمُلْك بهذا البلد العريق والأمين.

طبعا لا خلاف في أن كل المقربين من السي (م.ف) يقولون إن الرجل خلوق وطيب وعفيف ونقي الذمة ويتحدر من عائلة معروفة في عالم المال والأعمال.

والسي (م.ف) نفسه هو ربما أقرب الى رجل أعمال منه إلى رجل قضاء.

وهذا ليس سرا يذاع لأول مرة..

لكن مهمة المسؤول القضائي هي أكبر من ذلك بكثير..

إنها مهمة تفوق الطيبوبة والعفة والنزاهة ونقاء الذمة..

والواقع أن المسؤول القضائي إما أن يكون بحس إصلاحي أو لا يكون لأن سقف الحلم في هذا المنحى هو خلاص الوطن وليس خلاص فرد.

وفعلا ينبغي الاعتراف بأن الرجل كان ربما عبئا أو جزءا من أعطاب العدالة بالبلد.

لماذا؟

لأنه عوض أن يقاوم هذه الأعطاب فقد “تعايش” معها أو “سكت” عنها.

وهكذا انشغل باليومي وب”الميكرو” ونسي “الماكرو” وما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

بل لا أبالغ إذا قلت أيضا إن الرجل لم يكن صاحب مشروع يمكنه أن يضع قطار منظومة العدالة على السكة الصحيحة.

صحيح أن إطلاق الرصاص الآن على سيارة إسعاف ليس من الأخلاق في شيء حتى لا نقول إنه خارم من خوارم المروؤة..

لكني أرى من الضروري أن أذكر بهذا لأن الرئيس السابق للمجلس الأعلى للسلطة القضائية رحل وترك خلفه “إرثا” ثقيلا عرض على السماوات والأرض والجبال فأبت أن تحمله.