نزول “الوحي”
من حق الأحزاب الصغرى أن “تناضل” من أجل اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين وليس على أساس المصوتين.
كل هذا مفهوم ومتفهم لأن هذا القاسم سيسمح لهذه الأحزاب الصغرى بتكوين فريق برلماني وربما بالحضور الشكلي والرمزي داخل البرلمان.
أكثر من هذا، فالأحزاب الصغرى لا تكره أن يكون القاسم الانتخابي ليس على أساس عدد المسجلين فقط..
بل إنها لا تكره أن يكون القاسم الانتخابي على أساس عدد سكان المغرب وربما على أساس عدد سكان شمال إفريقيا أجمعين.
وهذا “حقها” حتى وإن كان حقا أريد به باطل وهو “هزم” فاعل سياسي بعينه لكن بهذه التكلفة الباهظة:
إفراغ الدستور ومعه كل المؤسسات الدستورية المنتخبة من أي مضمون ديمقراطي.
وهذه مناسبة لأذكر بأن أول حزب سياسي طرح سيرة هذه “البدعة” غير الحسنة المتعلقة بالقاسم الانتخابي هو حزب القوات الشعبية: الاتحاد الاشتراكي
لكني لم ولن أفهم أن “تنخرط” حتى الأحزاب الكبرى في الدفاع عن اعتماد القاسم الانتخابي على الرغم من أنها ستفقد مع هذا الإجراء بضعة مقاعد برلمانية قد تكون حاسمة في تشكيل الحكومة.
إن هذا لشيء “عجاب”.
لماذا؟ لأن طموح أي حزب سياسي هو أن يتصدر المشهد السياسي وهو أن يكتسح الانتخابات وهو أن يشكل حكومة منسجمة بأقل عدد من الأحزاب.
لكن ماذا يعني أن نرى في المغرب كيف أن أحزابا كبرى تدافع ب”روح قتالية عالية” عن الأحزاب الصغرى عوض أن تدافع عن نفسها وعن تحصين عدد مقاعدها البرلمانية؟
هذا له معنى واحد لا ثاني له وهو أننا نبعث برسالة سلبية عنوانها العريض هو أن بعض الأحزاب، سواء كبرى أو صغرى، لازالت ربما غير قادرة على صناعة قراراتها في القضايا الحساسة بدون نزول “الوحي”.