الخبر من زاوية أخرى

الاستقالات داخل البيجيدي ليست سوى faits divers

الاستقالات داخل البيجيدي ليست سوى faits divers
آذارآذار

مع قرب كل استحقاق انتخابي، كثيرا ما نسمع أخبارا تتحدث هنا وهناك عن “ترحال” إما فردي أو جماعي الى هذا الحزب أو ذاك.

وإذا كان الرحيل من حزب الى آخر حق مشروع لأن أرض الله واسعة خاصة أن عدد الأحزاب في المغرب يتجاوز 36 حزبا.

كما أنه من الصعب أيضا أن نجعل من الانتماء السياسي “زواجا كاتوليكيا” غير قابل للمراجعة إذا ما راجع الشخص أفكاره ومشروعه ورؤيته للسياسة والمجتمع والحياة.

أقول هذا ولو أن معظم الذين يغيرون أحزابهم غالبا ما تكون الدواعي المعلنة هي غير الدواعي الحقيقية.بل أحيانا يكون الظاهر من الدواعي “حقا” لكن المستتر هو ربما تحصين “باطل” ليس إلا.

أما الذين يراهنون على تقوية أحزابهم باستقطاب “أعضاء” من حزب البيجيدي فهؤلاء يراهنون ربما على السراب.

لماذا؟لأن “العضو” داخل البيجيدي يستمد قوته ومصداقيته ونضاليته وشعبيته وربما حتى نزاهته من داخل البيجيدي وليس من خارجه.

وعندما يفك هذا العضو ارتباطه بالبيجيدي فغالبا ما تنتهي صلاحيته ولم يعد يصلح لإي حزب آخر بل لم يعد يصلح ربما حتى لنفسه.وهذا ليس رجما بالغيب.

إن الأمر يتعلق بواقع لا يرتفع.فأين هو سلاوني فاس الذي كان وزنه ونفوذه الروحي والسياسي يتجاوز حدود هذه المدينة؟

لقد تبخر في الهواء ولم يعد شيئا مذكورا فقط لأنه “حاول” النضال من داخل البام.وأين هو اليوم عبد الرحيم وطاس الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الاستوزار باسم البيجيدي؟

لقد انشغل هذا الشاب اللطيف بنفسه وقدم استقالته من كل شيء بعد أن رأى بأم عينه أن أقرب الناس إليه وهم أفراد أسرته لم يصوتوا عليه بعد أن ترشح باسم الأحرار.

أزعم أني أعرف جيدا حزب البيجيدي وأستطيع أن أقول إن هذه الاستقالات، التي تقع وسط هذا الحزب، هي في جوهرها “لا خبر” وبلا مضمون سياسي أيضا

.وإذا أردنا أن نكون دقيقين أكثر وبلغة الصحافة: إن هذه الاستقالات ليست سوى faits divers لا أقل ولا أكثر.