رغم أن الوباء قاتل والمعدات الطبية قليلة.. وزارة الصحة ترفض الإفراج عن أجهزة لقياس الحرارة “معتقلة” بمطار محمد الخامس
علم موقع "آذار" من مصدر مطلع أن وزارة الصحة رفضت على لسان مديريتها للأدوية والصيدلة السماح لشركة معروفة بالمغرب باستلام شحنة من أجهزة خاصة بقياس الحرارة استوردتها هذه الشركة من الصين قصد الاستعمال الداخلي لحماية أكثر من 1500 عامل من عدوى فيروس "كورونا".
مصدرنا أوضح أن الوزارة الوصية بررت اعتراضها على عملية استيراد هذه المعدات لقياس الحرارة بكون الشركة المعنية غير معتمدة لدى الوزارة ضمن "لوبي" الشركات التي تستورد الأدوية والمعدات الطبية من الخارج.
لكن المفاجئ هو أن الوزارة تراجعت فيما بعد وعادت لتطلب من الشركة المعنية بتحرير التزام مكتوب تقر فيه بأن هذه المعدات لقياس الحرارة غير موجهة للبيع بل موجهة أساسا وتحديدا للاستعمال الداخلي في كل ما هو وقائي لفائدة العاملين عندها.
و"فعلا فقد التزمت الشركة، حرفيا وكتابة في رسالة بعثتها الى مديرية الأدوية والصيدلة، بكل طلب منها من طرف الوزارة لكن الشركة لازالت الى حد الآن لم تتسلم بعد معداتها العالقة والمعتقلة منذ عدة أيام بمطار محمد الخامس"، يؤكد مصدر الموقع.
وقال مصدر من الشركة في اتصال هاتفي مع الموقع؛ "نحن أحرص الناس على حياة الناس ونحن لم نضطر الى استيراد هذه الأجهزة لقياس الحرارة إلا لأننا لم نعثر عليها بالسوق المغربية ولأننا أيضا، وهذا هو المهم، مطالبون من طرف سلطات البلاد بأن نشتغل وفق المعايير والتدابير الاحترازية والوقائية لحماية العاملين عندنا".
وتابع مصدرنا قائلا: "ثم إن هذه الأجهزة الخاصة بقياس الحرارة المستوردة لا يمكن تسويقها لأن عددها لا يتجاوز 50 جهازاً. وهذا عدد قليل جدا مقارنة بعدد مراكز التوزيع لدينا والتي ينبغي أن يشتغل العاملون بها في احترام تام وصارم للإجراءات الوقائية التي أقرتها سلطات بالبلاد".
وأعرب مصدر الموقع عن أمله في حل هذا المشكل في أقرب وقت لأن الهدف هو حماية العاملين وتأمين الظروف الصحية السليمة والمناسبة للاشتغال مشددا في الوقت نفسه على "أن الهدف أيضا هو التفاعل الإيجابي والالتزام الصارم بكل ما تطلبه منا السلطات ولجانها في المراقبة لتطويق ومحاصرة هذا الوباء".
الى ذلك استغربت بعض المصادر كيف أن الوزارة الوصية تتماطل وتتحرك ببطء في حل مشكل مستعجل وترفض الإفراج عن معدات طبية لازالت عالقة منذ أيام بمطار محمد الخامس بمبررات غير مقنعة في وقت تشكو فيه بلادنا من قلة المعدات الطبية في حربها ضد كورونا.
المحير أكثر في هذه اللا مبالاة من طرف الوزارة هو أن الإفراج الفوري عن هذا المعدات الطبية لقياس الحرارة قد ينقذ حياة مغاربة مهددين بالموت أو مهددين بالإصابة بوباء قاتل.