; عندما كاد ناصري الوداد أن يتحول إلى “والي أمن” فوق القانون؟ – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

عندما كاد ناصري الوداد أن يتحول إلى “والي أمن” فوق القانون؟

مصطفى الفنمصطفى الفن


تأثرت كثيرا وأنا أستمع إلى شهود عيان تابعوا، لقطة بلقطة، في وقت متأخر من ليلة أول أمس، وقائع العنف و"التعذيب" والحكرة والظلم الذي تعرض له الصحافي الرياضي سمير الدايدي بفندق آنفا بالاس بالدار البيضاء.

أما قائد هذا "التعذيب" والحكرة ضد الزميل الدايدي فليس إلا البرلماني ورئيس الوداد البيضاوي سعيد الناصري، الذي كاد أن يتحول في تلك الليلة إلى والي أمن فوق القانون.

أقول هذا ولو أن أي عاقل يربأ بنفسه أن يفعل هذا الذي فعله الناصري بصحافي يعرفه جيدا وكانت بينهما خلافات منذ أن نشر الدايدي اخبارا ذات حساسية خاصة.

وبالطبع، كاد الأمر أن يكون بهذه الصورة الدرامية عقب هذا الذي جرى مع الدايدي بفندق آنفا بالاس لأن سعيد الناصري نسي نفسه وكان يصول ويجول وكان يعطي الأوامر يمينا وشمالا.

 بل إن الناصري لم يتردد في إيقاظ مسؤولين كبار بالمدينة بلباس النوم مع الساعة الثالثة صباحا وذلك بهدف "تربية" صحافي أزعج راحته أو اقترب من طاولته بهذا الفندق.  

وفعلا، ففي أقل من بضع دقائق وجد الدايدي نفسه مكبل المعصمين قبل أن يرمى مثل خروف داخل سيارة أمن نزلت من السماء بقدرة قادر أمام بوابة الفندق.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فالدايدي نفسه يتحدث عن لكمات وصفعات انهالت عليه من كل الجهات كما لو أنه هو الذي قتل بوحمارة.

أكثر من هذا، فقد اقتيد الدايدي، مصفد اليدين، إلى الكوميسارية بعد ساعة من الانتظار أمام الفندق، فيما لم يكلف رئيس الوداد نفسه عناء الحضور إلى الكوميسارية.

وقع كل هذا الخرق السافر للقانون على الرغم من أن الناصري طرف رئيسي في هذا الشجار الذي تبادل فيه السب والشتم بكلمات تحت الحزام مع الدايدي.

وعوض أن يحضر سعيد الناصري إلى الكوميسارية باعتباره طرفا ثانيا في هذا الشجار فقد أسندت هذه المهمة إلى مسير الفندق الذي نصب نفسه كمشتك ضد الدايدي.

وماذا كانت نتيجة كل هذا؟

لقد تحقق المراد وقضى الدايدي تلك الليلة "معتقلا" بالكوميسارية ولم يتم الإفراج عنه إلا في حدود الساعة السابعة صباحا دون أن يوقع محضرا وربما دون حتى إخبار النيابة العامة.  

والواقع أن هذا الشجار  الذي جرى بين الناصري والدايدي كان ينبغي أن يتوقف عند حدود تبادل السب والشتم خاصة أن الجميع كان في حالة غير طبيعية.

لكن استعمال النفوذ والسلطة واستغلال الموقع للاستقواء على شاب من بسطاء الشعب لإرساله إلى السجن فهذه "حكرة" ينبغي أن تصبح جزءا من الماضي.

المثير في هذه كله ورغم أن ما وقع لسمير الدايدي خطير جدا ومخيف جدا وغريب جدا لكن لا أحد دبج تدوينة تضامنية أو خبرا قصيرا استنكر فيه هذه "البلطجة" الدخيلة على الرياضة.

فمن هو سعيد الناصري؟ وما هي أهم المحطات غير المعروفة في مساره؟ وأين كان قبل أن يجد نفسه اليوم في سياق سياسي غير عادي برلمانيا ورئيس فريق رياضي عتيد وشخصية عمومية تقضى على يديه حوائج كثير من الناس "المهمين"؟

أسئلة سنجيب عنها في مقال قادم بحول الله.