الخبر من زاوية أخرى

“فضيحة” ولادة سيدة أمام مستشفى فاس.. هل تسرع الوزير في قرار توقيف المندوب بصفرو؟

آذارآذار


هل تسرع خالد آيت الطالب، وزير الصحة، في توقيع قرار توقيف عبد السلام البقالي، مندوب وزارته بإقليم صفرو، على خلفية فضيحة ولادة سيدة في ساحة المستشفى الجامعي بفاس؟
سؤال صار يطرح بشكل كبير بين العاملين داخل الإدارات والمؤسسات الصحية، وكذلك داخل مجموعات الأطباء والمولدات على تطبيق "الواتساب".
مصدر مقرب من اللجنة المكلفة بالتحقيق في النازلة كشف، في تصريح لموقع "آذار"، تفاصيل الحادثة، حيث أكد أن السيدة الحامل لجأت إلى المستشفى الإقليمي بصفرو بعد زيارتها لطبيب خاص بالمدينة.
وكشف المصدر ذاته أن الطبيب الخاص منحها تقريرا بكونها حاملا في أسبوعها ال35 وأنها ستلد قبل الأوان بعد شعورها بآلام المخاض، ما جعله ينصح زوجها بالتوجه إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة.
“أمام تقرير الطبيب الخاص وفي غياب طبيب الولادة قررت مولدة المستشفى بصفرو إرسال السيدة الحامل إلى المستشفى الجامعي لاقتناعها بضرورة تدخل طبيب مختص بسبب حالة الوضع قبل الأوان"، يضيف المصدر نفسه.
وتابع ذات المصدر في سرده لتفاصيل الفضيحة: "بعد وصول سيارة الإسعاف، على الساعة الخامسة والنصف مساء، إلى المستشفى الجامعي، قام السائق بإدخال السيدة إلى قسم الولادة وتسجيلها مع تسليمهم ورقة الإرسال، تكشف حالة السيدة حسب تقرير الطبيب الخاص وملاحظات المولدة، قبل أن يتم اكتشاف كونها حاملا في أسبوعها ال38 بعد فحصها من طرف طبيبة داخلية مختصة".
مصدرنا أوضح، استنادا إلى تقرير قسم الولادة بالمستشفى الجامعي، أنه بعد فحص السيدة واكتشاف خطأ الطبيب الخاص تقرر بأن حالتها عادية ويمكن معالجتها على المستوى الأول (مستشفى إقليمي). 
 "بعد ذلك تم إخبار المرأة الحامل  بضرورة عودتها إلى مدينة صفرو، بعد قضائها لأزيد من ساعتين بقسم الولادة للمستشفى الجامعي بفاس، دون مراعاة للأعراض الواضحة لقرب وضعها، ودون  التأكد من توفر سيارة إسعاف لنقلها بسرعة في ظروف صحية وآمنة، ما جعلها تبقى في ساحة المستشفى، قبل أن يفاجأها المخاض أمام قسم الولادة وتتدخل "قابلة" لمساعدتها على الوضع تحت وابل من السب والشتم من طرف الحضور الغاضب ضد إدارة وطاقم المستشفى"، يقول المصدر نفسه.
هذه المعطيات تأكد منها موقع "آذار" بعد اطلاعه على محادثات وتسجيلات صوتية لقابلات حضرن تفاصيل الفضيحة داخل المستشفى الجامعي بفاس، ومن خلال تصريح لزوج السيدة الحامل، نتوفر على نسخ منها.
وفي رده على سؤال موقع "آذار" حول دور المندوب الإقليمي بصفرو في هذه الحادثة التي تسببت في إيقافه، كشف مصدرنا أن عبد السلام البقالي حرر مذكرة داخلية بعثها إلى مراكز التوليد بالإقليم لإرسال حالات الولادة المستعصية التي تتطلب تدخلا طبيا إلى المستشفى الجامعي بفاس، مباشرة بغرض ربح الوقت، لعدم توفر طبيب مختص بالمستشفى الإقليمي بصفرو، بعد حصول طبيبة على عطلة إدارية وتعرض الطبيب الثاني لأزمة صحية وهو يزاول مهامه داخل المستشفى، يوما واحدا قبل "الكارثة"، وحصوله على عطلة مرضية.
“هذه المذكرة التي "تورط" المندوب الإقليمي تدخل المدير الجهوي لتعديلها، حسب ما صرح به المندوب للجنة التفتيش، مما يفند اتهام البقالي بسوء تدبير غياب الأطباء المختصين في الولادة بالمستشفى وعدم تنسيقه مع المسؤولين بالجهة، ويكشف مسؤولية المدير الجهوي وإدارة المستشفى الجامعي بفاس في هذه النازلة، خصوصا أنها ليست الفضيحة الأولى لهذا المستشفى ولن تكون الأخيرة"، يؤكد المصدر ذاته.
وأوضح المصدر نفسه أن المندوب بسط أمام لجنة التفتيش مشاكل قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي بصفرو وغياب الحراسة الإلزامية (حراسة تحت الطلب)، بعد الرابعة والنصف، بسبب رفض الأطباء التقيد بها ووضعهم عراقيل لتطبيقها، والتي كانت  موضوع مراسلات رسمية عديدة للمدير الجهوي بفاس، الذي لم يكلف نفسه عناء الإجابة عنها رغم تعيينه لجنة للتحقيق في الأمر.
واستنكر المصدر ذاته تحميل المندوب الإقليمي بصفرو مسؤولية الفضيحة وتقديمه ككبش فداء لامتصاص غضب الشارع إثر تسريب قرار توقيفه المؤقت، في الوقت الذي كانت لجنة التحقيق تستمع فيه إلى المندوب، قبل عرض الملف على المجلس التأديبي وصدور قرار نهائي في سابقة غير قانونية وغير أخلاقية، مستبعدا في الوقت نفسه وجود أي حسابات سياسية وراء هذا القرار.
يشار إلى أن موقع "آذار" حاول التواصل مع المندوب الإقليمي بصفرو والمدير الجهوي بفاس، لأكثر من مرة، دون أن يتلقى ردا.
من جهة أخرى، عرفت المندوبية الإقليمية للصحة بصفرو  حركية في الفترة الأخيرة بعد تعيين الدكتور كمال الينصلي، رئيس مصلحة شبكة المؤسسات الصحية السابق، مندوبا إقليميا بالنيابة بالرحامنة وتعويضه بالدكتور عبد النعيم احماموش، ابن المدينة وصاحب تجربة تقارب الثلاثين سنة وفاعل جمعوي.