تلفزيون المغرب.. “لجنة الانتقاء” كذبة كبرى وشركة واحدة تفوز بكل الصفقات والعرايشي في مأزق
بداية نطرح أسئلة حارقة يطرحها كثير من المسؤولين والصحافيين والمنتجين العاملين في التلفزيون العمومي للدولة، ومعهم فئة عريضة من المنتجين المهنيين المغاربة الذين يتعاملون مع أكبر مؤسسة سمعية/بصرية في البلاد، ويلمسون حقيقة أن أسلوب التدبير الرشيد للمال العام بهذه المؤسسة غير موجود في واقع الممارسة.
ماذا يجري هذه الأيام من تطورات خطيرة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية التي يعرفها المغرب بإسم (SNRT)، والتي يرأسها فيصل العرايشي منذ 20 سنة؟
وكيف تعمل فئة صغيرة جدا لا تتوفر فيها شروط الكفاءة الإعلامية والإستحقاق المهني، ومنحها العرايشي كل ثقته، على تدمير ما تبقى للشركة من سمعة ومصداقية؟
وكيف فجر إجتماع لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة (SNRT)، الذي عقد يوم الجمعة 25 أكتوبر الحالي، المسكوت عنه بخصوص طريقة إشتغال هذه اللجنة المُعَيَّنَة من طرف المجلس الإداري للشركة؟
فيديو يفضح لجنة العرايشي.. وكل المشاريع تذهب إلى إحدى الشركات
الفصل الجديد في هذا المسكوت عنه، فجره زكرياء قسي لحلو، منتج برامج الدراما وممثل وسيناريست، في فيديو نشره يوم الإثنين 28 أكتوبر الجاري على صفحته الخاصة في المنصة الإجتماعية (فايسبوك).
في هذا الفيديو الذي تابعه الآلاف وحظي مضمونه بتعاطف واسع النطاق داخل وخارج المغرب، خاطب لحلو، باللغة الدارجة، فيصل العرايشي بشكل صريح وبأسلوب مباشر.
الرجل طالب المتحكم في تلفزيون المغاربة بأن يتسلح بالجرأة، ويعلن عن أسباب عدم إدراج مشروع مسلسله "الخطار" في سباق التنافس داخل لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة، وقال له: "لقد طفح الكيل"؟
وقال لحلو في الفيديو، ومدته 9 دقائق و25 ثانية، إنه لم "يتم قبول المسلسل، ولم تتم مناقشته"، مطالبا أن "يعطي العرايشي تبريرا لهذا القرار، أنا عْيِّيتْ من وضع الإستبداد الذي تشتغلون به".
وأضاف لحلو، وهو أخ كريم قسي لحلو الوالي الحالي لجهة مراكش/أسفي وعامل عمالة مراكش، قائلا: "كل المشاريع تذهب بالدرجة الأولى إلى إحدى الشركات، ويفرض علينا إما الإشتغال معها أو نظل بدون شغل".
وبنبرة ساخطة ومستنكرة لما يقع في لجنة الإنتقاء، توجه هذا المنتج المهني المعروف في مجال تخصصه بالكلام للعرايشي قائلا: "عْيٍّينَا.. تْقْهَرْنَا.. بَارَاكَا السي العرايشي، أقدم مشروع كل سنتين أو ثلاث سنوات، لأنني أحترم عملي، وأقوم بمجهود وأحترم الجمهور المتلقي".
كما تساءل لحلو: "وَاشْ بْغِيتِينَا كلنا نْوَلِيوْ كراكيز أمامك بَاشْ ترضى علينا؟ أتريد أن نرمي تكويننا وضميرنا وأخلاقنا وتاريخنا في الأزبال.. كي تفرح بنا؟".
المنتج الدرامي الغاضب من غياب أبسط أبجديات الحكامة في (SNRT)، والحاصل على 8 شهادات أكاديمية في تخصص "الدراما"، تساءل أيضا عن من يقف ضده ويتسبب داخل لجنة إنتقاء البرامج الخارجية، في حرمانه من ممارسة حقه الدستوري الذي يضمن له التنافس الشريف للحصول على مشاريع "تشرفنا أمام الجمهور وتشرفنا كمغاربة.. لا تحترمون أي شيء، لديكم طرقكم الخاصة لتوزيع الميزانية وكأنه مالكم الخاص".
وتابع قائلا: "هذا ليس مالكم، هذه أموال دافعي الضرائب، ويجب أن تصرف في مشاريع فيها صالح الناس وتحس بهم وتفهمهم…"، مشددا على أنه لا يمكن أن يصبح الجميع "مبتذلين وينزلون إلى الحضيض".
في هذه النقطة تحديدا، خاطب لحلو العرايشي بوضوح تام: "بْغِيتِينَا نْبْقَاوْ نَقْزُو ونْتْعَّوْجُو كِيفْ المِيكِيَّاتْ، بَاشْ أنت يْعْجْبَكْ الحال، وْبَاشْ نْلْقَاوْ لِي يسمعنا وْلِي يتعامل مْعَانَا"، مضيفا: "قدمنا مشاريع محترمة، ولا يمكن لي بعد مسار طويل ورصيد معرفي أن أقدم شيئا أقل مما سبق، بالعكس خَاصْنِي نْزِيدْ احتراما للناس، واحتراما لنفسي واحتراما للطلبة الذين درست، والفنانين الذين تعاملت معهم".
لحلو عبر، في الفيديو، عن حبه لبلده وعن إيمانه بالبقاء فيه، وقال في الإطار: "لن أهاجر وأصبح معارضا سياسيا خارج وطني، سأظل في بلدي، وأقوم بمهنتي، وبيننا التاريخ، هذه بلادي وسأعيش فيها بكرامة، وسأعطي الجمهور المستوى الذي يستحقه والذي يرضي ضميري".
وفي الفيديو ذاته، اتهم لحلو أعضاء لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بعدم الكفاءة وبغياب المهنية المطلوبة في هذا المجال الدقيق، ووصفهم ب(الخُرُوطُو): "ناس دون المستوى تقيم الأعمال.. (الخُرُوطُو تْقُولُو جْلَسْ.. جْلَسْ. وْقَفْ.. وْقَفْ) إحدى الشركات تستفيد بشكل كبير من مشاريع، وقد سبق لي أن رفضت أحد هذه المشاريع لأنني أعلم كيف هي ماهيتها؟ وكيف يتم إنجازها؟".
وطالب لحلو فيصل العرايشي باحترام أذواق الشعب المغربي المتطلع لمشاهدة أعمال درامية في المستوى، وقال: "احترموا الشعب وقدروه؟ هل شيد العرايشي إمبراطورية على غرار الرومان، تعاقبون من يخالفكم بقطع الرؤوس؟ مضيفا: "قررت أنني لن أسكت، وسأناضل من أجل تصحيح هذا الوضع، برَاكَا".
حرب الفايسبوك تطيح بصباح بنداوود.. وخرق واضح لسرية أشغال اللجنة
إلى هنا الأمور عادية جدا، فمن حق هذا المتخصص في الدراما المشهود له بالكفاءة والجدية في أعماله، أن يبدي برأيه ويحتج بصوت عال على واقع الفساد والصفقات المشبوهة وأعضاء "الخروطو" في اللجنة. وهذا حقه الدستوري.
هذه القنبلة النووية (فيديو لحلو)، فجرت ما ينبغي تفجيره في أفق تصحيح واقع فاسد يعيش فيه التلفزيون الرسمي للدولة. غير أن الأمر غير العادي هو ما قامت به صحافية عضو لجنة إنتقاء البرامج الخارجية بالشركة (SNRT)، وهو ما جلب عليها سخط وغضب العرايشي الذي لا تنقصه المشاكل في شركته.
كيف ذلك؟
صباح بنداوود، الصحافية العاملة بالإذاعة الوطنية وعضو اللجنة المذكورة، سقطت في المحظور وخرقت القانون بشكل لا يغتفر، حينما أدخلت رئيس المجلس الإداري للشركة فيصل العرايشي في مأزق قانوني خطير يمس سلامة الصفقات العمومية، وذلك بعدما نشرت تدوينة بلا روح ومتشنجة وطويلة في صفحتها على (الفايسبوك)، يوم الإثنين 28 أكتوبر الجاري.
التدوينة الركيكة في مجملها، كتبتها الإذاعية القديمة ردا على السيناريست وأستاذ (الدراما) زكرياء قسي لحلو الذي انتقد عمل هذه اللجنة، وتشكيلتها، وطريقة عملها العشوائية، وانتشار داء الزبونية والمحسوبية في جسدها.
وفي الوقت الذي انبرت فيه صباح بنداوود للدفاع عن الأعضاء ومسار اللجنة وإنجازاتها، سقطت صاحبتنا في العديد من المشاكل القانونية الكبرى التي حَذَّرَ منها كل من قانون الصفقات العمومية ودفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بشكل يفقدها، حسب مصادر مهنية من داخل (SNRT)، "الأهلية للمشاركة في ما تبقى من جلسات لجنة إنتقاء المشاريع الخاصة بالشركة، وذلك بسبب الخروقات القانونية التي ارتكبتها في تدوينتها الطائشة وغير المسؤولة".
بصرف النظر عن مدى جدية الإتهامات التي وجهها زكرياء قسي لحلو للجنة، إلا أن رد صباح بنداوود (عضو لجنة الإنتقاء) تضمن، حسب رأي العديد من الخبراء القانونيين الذين يتعاملون مع شركة العرايشي، الكثير من الأخطاء والإختلالات والإشكالات القانونية، من بينها:
– أولا: المعنية، صباح بنداوود، هددت بشكل ضمني صاحب مشروع، ومست أهليته حينما قالت في تدوينتها: "وقت الكلام المباح لم يحن بعد، حينها سيكون كلام آخر"، وهي تقر بشكل واضح أنه مازال ينافس في طلبات العروض، كما أن قولها بأن الديبلومات لا تصنع كاتبا، هو إيحاء سلبي ومضر بمتنافس في صفقة عمومية، وهو ما يتعارض مع المادة 193 من دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وهي المادة التي تنص صراحة على أنه يجب على العضو "عدم اتخاذ أي تصريح أو مبادرة من شأنهما الإضرار بمصالح الشركة، ويعمل بحسن النية في جميع الظروف. يلتزم شخصيا باحترام السرية الكاملة للمعلومات التي يتوصل بها والمناقشات التي يشارك فيها، وكذا القرارات المتخذة. لا يستخدم لأجل مصلحته الخاصة أو لمصلحة أي كان، المعلومات غير العمومية التي يتوفر عليها".
– ثانيا: إقرار صباح بنداوود باستمرار شركة ما أو مشروع في التنافس، يضرب في العمق "الصبغة السرية لمسطرة طلبات العروض"، حيث تنص المادة 167 من قانون الصفقات العمومية على ما يلي: "بعد فتح الأظرفة في جلسة عمومية، لا يجوز تبليغ أي معلومة تخص فحص العروض، أو التوضيحات المطلوبة، أو تقييم طلبات العروض، أو التوصيات المتعلقة بإسناد الصفقة إلى المتنافسين أو إلى أي شخص ليست له صفة للمساهمة في المسطرة، قبل أن تلصق نتائج الفحص في مقار صاحب المشروع". كما تنص المادة 193 من دفتر تحملات الشركة على "عدم قانونية المس بسرية الجلسات أو إستغلالها".
– ثالثا: صباح بنداوود، عضو لجنة الإنتقاء، خرقت (واجب التحفظ) الذي تنص عليه المادة 166 من قانون الصفقات العمومية، والتي تنص على ما يلي: "دون صرف النظر عن الأحكام التشريعية الجاري بها العمل والمتعلقة بكتمان السر المهني، يلزم أعضاء لجان طلبات العروض بكتمان السر المهني في كل ما يتعلق بالعناصر التي تبلغ إلى علمهم بمناسبة إجراء المساطر المقررة في المرسوم".
– رابعا: الحديث عن رقم قياسي للمؤلف والمنتج (زكرياء قسي لحلو) هو مَسٌّ بالتنافسية وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين لإستحقاق طلبات العروض الخاصة بإنتقاء البرامج والمشاريع التلفزيونية الخارجية.
– خامسا: تلميح الإذاعية صباح بنداوود لأعمال شركات بشكل إيجابي أو سلبي، يمس مبدأ التنافسية المكفول قانونيا ودستوريا.
– سادسا: لا صفة للعضو للحديث عن شأن يمس عمل اللجنة كاملة ما دام لم يصدر بلاغ رسمي بإسم اللجنة، أو منح العضو تفويضا لذلك بالتنسيق مع المديرية القانونية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.
– سابعا: لرئيس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (فيصل العرايشي)، حسب المادة 167 من قانون الصفقات، أن يأمر إما بتصحيح الخلل المثبت أو يقرر إلغاء مسطرة طلبات العروض.
"لمن تحكي زابورك يا داوود".. تقرير جطو بدون تأثير؟
التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات قد وقف عند التجاوزات الخطيرة والخروقات الكبيرة التي شابت صفقات "إنتاج البرامج التلفزيونية الخارجية" بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
هي "الطريقة نفسها، واللجان ذاتها، وشركات الإنتاج نفسها المعروفة بالطرق الملتوية للفوز بالصفقات… وكأن قضاة إدريس جطو لم يمروا من هناك، وكأني بفيصل العرايشي يقول لإدريس جطو (لمن تحكي زابورك يا داوود)"، يوضح منتجون ومسؤولون في الشركة ل"آذار".
مصادر مهنية محترمة من داخل (SNRT) كشفت ل"آذار" كيف "يمعن أعضاء لجنة إنتقاء البرامج الخارجية، في نهج نفس الأسلوب الريعي لتوزيع كعكة الأموال العمومية الدسمة التي تسيل لعاب كل المستفيدين من تفاهات هذه الإنتاجات الخارجية؟".
وقبل الفيديو/القنبلة الذي نشره لحلو، خرج من يغرد خارج سرب الرئيس العرايشي، متهما اللجنة المذكورة بالعبث بالأموال العمومية، وبالإعتداء الشنيع على أذواق المشاهدين المغاربة من خلال استغلال طلبات العروض لفرض إنتاجات سمعية/بصرية بعينها على الشاشة دون غيرها من عشرات المشاريع.
مصادرنا المطلعة في (SNRT) تشرح هذا الوضع المتردي كما يلي: "طريقة تدبير المال العام في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تعتمد على بنية متشعبة ومعقدة تشتغل بمنطق تبادل المنافع والمصالح واللوبيات، وهي بنية لها الكلمة الأولى والأخيرة في حسم ما يُقبل من طلبات الإنتاجات الخارجية وما يُرفض منها. لا شيء مجاني في طلبات العروض؛ نحن نعرف ذلك منذ سنوات. وللأسف الشديد، تقارير المجلس الأعلى للحسابات لا تتبعها مسطرة الإحالة على القضاء في حق من مد يده على المال العام، والكل يعلم أن تقارير قضاة إدريس جطو واضحة وكاشفة بالأدلة القاطعة لمكامن الإختلالات المالية وغياب الوضوح والشفافية والحكامة".
وتقول مصادرنا إن "الأوضاع آخذة في التدهور". لماذا؟ لأن "المصيبة الكبرى تكمن في أعضاء لجنة إنتقاء البرامج الذين عينهم فيصل العرايشي ومرر أسمائهم بسهولة تامة في المجلس الإداري للشركة، ومن دون أي إعتراض.. إلى أن انفجر الوضع يوم الجمعة 25 أكتوبر".
ماذا وقع تحديدا؟
لجنة إنتقاء البرامج شهدت يوم الجمعة (25 أكتوبر 2019) ما كان منتظرا حدوثه قبل سنوات عديدة. عدد كبير من الصحافيين والمنتجين من أبناء (دار البريهي) يكشفون ل"آذار" ما وقع: "لقد انتفض واحد من الأعضاء الخارجيين، وانفجر بقوة في وجه كل من رئيسة اللجنة التي تشغل أيضا منصب مديرة (وكالة الإشهار) التابعة للشركة بالدار البيضاء، وصباح بنداوود الصحافية بالإذاعة الوطنية التي لم تنتج في حياتها برنامجا تلفزيونيا واحدا، ووجدت نفسها بقدرة قادر تُفْتِي وتُقَرِّرُ، ليس فقط في البرامج التي لا تعرف منها إلا الإسم، ولكن تقرر أيضا في الدراما والأفلام والمسلسلات وغيرها، ومسؤولية اختيار هذا البروفايل بهذا الشكل الرديء، يتحملها فيصل العرايشي وحده دون غيره لأنه هو الذي عين جميع الأعضاء".
ويسترسل أبناء (SNRT) الطامحون في تغيير جدي وقريب للأوضاع في أكبر مؤسسة إعلامية وطنية، في شرح هذا العبث والفوضى، بالقول: "الطرق الملتوية في التعاطي مع ملفات ومشاريع الإنتاجات الخارجية معروفة عندنا بشكل دقيق. إننا نعرف كل التفاصيل، نحن الذين اشتغلنا في (إتم) قبل أن تتحول سنة 2006 إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، نعيش حاليا العبث والتسيب، والتفاهة المسنودة بالغرور المفرط".
وزادت المصادر ذاتها قائلة: "الغرور وصل بهذه الإذاعية التي تُفْتِي في الدراما التلفزية، إلى حد القول وهي تتوجه إلى أحد أعضاء اللجنة المنتفضين الرافضين للعبث: "أَنَا مَا نَعْطِيشْ لْهَاذْ الشركة…؟".
هذا التدخل الطائش وغير المهني وغير المسؤول الصادر عن مسؤولة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تضيف مصادر "آذار"، يبين "كيف أصبحت هذه المسؤولة تستعمل ضمير المتكلم الذي يحابي ويُعطي لشركات إنتاج معينة ويُقصي شركات أخرى لها سمعتها المهنية المحترمة في مجال إنتاج الدراما والمسلسلات. إن كلام هذه الصحافية الإذاعية، التي سقطت سهوا على لجنة إنتقاء البرامج التلفزية الخارجية، لم يمر بسلام".
العديد من أبناء (SNRT) ممن تابعوا إجتماع يوم الجمعة 25 أكتوبر، عبروا ل"آذار" عن استيائهم الكبير واستنكارهم الشديد لهذا "السلوك الوضيع" في اجتماع رسمي، فقد "انفجر في وجه صباح بنداوود أحد أعضاء اللجنة الخارجيين، وقال لها: أنت لا تملكين أي شيء كي تُعطينا.. دافعو الضرائب من أبناء الشعب هم من يمولون الإنتاجات التلفزيونية الخارجية. التمويل لا يأتي عبر تعليمات الهاتف القادمة من الطابق الثالث في العمارة الزجاجية".
وقد "هدد هذا العضو الخارجي باللجوء إلى سلطة العدالة ليضع رهن إشارتها كل الدلائل والحجج التي يتوفر عليها، والتي تبين تلاعبات لجنة إنتقاء البرامج التلفزية"، تضيف مصادر "آذار".
إجتماع 25 أكتوبر إنتهى، إذن، بصدام كبير وعلى وقع تبادل غير مسبوق وخطير للإتهامات بخصوص طلب عروض يتعلق بمسلسل تلفزيوني (Lot N° 6). وهكذا، وفي الوقت الذي "أصرت فيه صحافية الإذاعة الوطنية على الدفاع عن مصالح إحدى شركات الإنتاج التي أشار إليها التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات ب(الإسم)، باعتبارها تتحكم في الخفاء في مجريات طلبات العروض، قام العضو المذكور بالدفاع، هو الآخر، على شركة أخرى تعرضت ظلما للإقصاء في 2018"، بحسب مصادر "آذار".
إستقالة أحمد الدافري.. ضربة موجعة للعرايشي
شهد هذا الوضع الخطير تطورا لافتا سيزيد، من دون شك، في تعقيد الأمور. فقد نشر أحمد الدافري، عضو اللجنة، على صفحته الفايسبوكية إعلانا يوم الإثنين (25 أكتوبر 2019) قدم فيه استقالته.
الدافري أعلن في تدوينته "لكل المهنيين الذين يشتغلون في الحقل التلفزي الوطني، عن كوني لم أعد عضوا في لجنة إنتقاء مشاريع برامج قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وذلك بعدما قدمت إستقالتي كتابة لرئيسة هذه اللجنة، وبعثت بنسخة من الإستقالة إلى الرئيس المدير العام ورئيس المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي كان قد اقترحني قبل سنتين عضوا ضمن هذه اللجنة. وبه وجب الإعلام. وهذا ما كان".
القنابل الإنشطارية قريبة، إذن، من الإنفجار المدوي والمدمر في وجه لجنة إنتقاء مشاريع البرامج الخارجية، فمن ينقذ شركة العرايشي من الغرق؟
بقي فقط أن نردد، في الأخير، ما تقوله الأغلبية الساحقة من أبناء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن المستفيدين من ريع كعكة الإنتاجات الخارجية: "شخص واحد أكل كل شيء بلا جهد.. بلا صداع الرأس"، والمقصود هنا شركة إنتاج بعينها لم يكن صاحبها قبل 8 سنوات يملك حتى ثمن إحتساء كوب قهوة.
"المنتج" المحظوظ يملك حاليا مقهى في شارع مولاي إسماعيل بالرباط، ويسكن في فيلا… وأشياء أخرى…
أين قضاة إدريس جطو؟